كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

كثير عزة

صفحة 29 - الجزء 9

  وكنت إذا ما جئت سعدى بأرضها ... أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها

  من الخفرات البيض ودّ جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها

  قال: فكدت أسقط عن راحلتي طربا، وقلت: واللَّه لألتمسنّ الوصول إلى هذا الصوت ولو بذهاب عضو من أعضائي، فتيمّمت سمته⁣(⁣١) فإذا راع في غنم، فسألته إعادته عليّ. قال: نعم! ولو حضرني قرى أقريكه ما أعدته، ولكنّي أجعله قراك، فربما ترنّمت به وأنا غرثان فأشبع، وعطشان فأروى، ومستوحش فآنس، وكسلان فأنشط.

  قال: فأعادهما عليّ حتى أخذتهما، فما كان زادي حتى ولجت المدينة غيرهما.


(١) سمته: ناحيته وجهته.