كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأرمال الثلاثة المختارة

صفحة 50 - الجزء 9

  ثاني الأرمال الثلاثة في شعر امرئ القيس:

  صوت

  أفاطمّ مهلا بعض هذا التدّلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

  أغرّك منّي أنّ حبّك قاتلي ... وأنّك مهما تأمري القلب يفعل

  الشعر لامرئ القيس. والغناء في هذين البيتين من الرمل المختار لإسحاق بالبنصر. وفي هذين البيتين مع أبيات أخر من هذه القصيدة ألحان شتّى لجماعة نذكرها هاهنا ومن غنّى فيها، ثم نتبع ما يحتاج إلى ذكره منها، وقد يجمع سائر ما يغنّى فيه من القصيدة معه:

  شيء من معلقته وشرحه:

  قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللَّوى بين الدّخول فحومل

  فتوضخ فالمقراة لمن يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمال

  أفاطم مهلا بعض هذا التّدلَّل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

  / وإن كنت قد ساءتك منّي خليفة ... فسلَّي ثيابي من ثيابك تنسل

  أغرّك منّي أنّ حبّك قاتلي ... وأنّك مهما تأمري القلب يفعل

  وما ذرفت عيناك إلَّا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتّل

  تسلَّت عمايات الرجال عن الصّبا ... وليس فؤادي عن هواك بمنسلي

  ألا أيّها اللَّيل الطويل ألا انجل ... بصبح وما الإصباح فيك بأمثل

  وبيضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتّعت من لهو بها غير معجل

  تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا ... عليّ حراصا لو يسرّون مقتلي

  ألا ربّ يوم صالح لك منهما⁣(⁣١) ... ولا سيما يوم بدارة جلجل

  ويوم عقرت للعذارى مطيّتي ... فواعجبي من رحلها المتحمّل⁣(⁣٢)

  وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل

  مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا ... كجملود صخر حطَّه السيل من عل

  فقلت لها سيري وأرخي زمامه ... ولا تبعدينا من جناك المعلَّل

  عروضه من الطويل. وسقط اللوى منقطعة. واللَّوى: المستدقّ من الرمل حيث يستدق فيخرج منه إلى اللَّوى.


(١) الضمير في «منهما» مرجعه في قوله:

كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل

ويروى: «صالح لك منهم» يعني النساء وأهلهن. قال التبريزي: وأجود الروايات: «ألا رب يوم لك منهن صالح» على ما فيه من الكف، وهو حذف النون من مفاعيلن. (راجع «شرح التبريزي للمعلقات» طبع أوروبا).

(٢) لما نحر ناقته للعذارى اقتسمن متاع راحلته: تحمل هذه حشيته وتلك طنفسته فكان ذلك مثار عجبه.