كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأرمال الثلاثة المختارة

صفحة 52 - الجزء 9

  على عشرة أنصباء، فضربت فيها بسهميك المعليّ⁣(⁣١) وله سبعة أنصباء والرقيب وله ثلاثة أنصباء، فأراد أنها ذهبت بقلبه كلَّه. مقتّل أي مذلَّل، يقال بعير مقتّل أي مذلَّل. تسلَّت: ذهبت. يقال: سلوت عنه وسليت إذا طابت نفسك بتركه. قال رؤية:

  لو أشرب السّلوان ما سليت

  / والعمايات: الجهالات. عدّ الجهل عمي. والصّبا: اللعب. قال ابن السّكَّيت: صبا يصبو صبوا وصبوا⁣(⁣٢) وصباء وصبا. انجل: انكشف. والأمر الجليّ: المنكشف. وقوله: أنا ابن جلا أي أنا ابن المكشوف الأمر المشهور غير المستور، ومنه جلاء العروس وجلاء السيف. وقوله «فيك بأمثل» يقول: إذا جاءني الصباح وأنا فيك فليس ذلك بأمثل، لأن الصبح قد يجيء والليل مظلم بعد. يقول: ليس الصبح بأمثل وهو فيك، أي يريد أن يجيء منكشفا منجليا لا سواد فيه. ولو أراد أن الصباح فيك أمثل من الليل لقال: منك بأمثل ومثله قول حميد بن ثور في ذكر مجيء / الصبح والليل باق:

  فلما تجلَّى الصبح عنها وأبصرت ... وفي غبش الليل الشخوص الأباعد

  غبش الليل: بقيّته. هذا قول يعقوب بن السّكَّيت. «وبيضة خدر» شبّه المرأة بالبيضة لصفائها ورقّتها. «غير معجل» أي لم يعجلني أحد عما أريده منها. والخباء: ما كان على عمودين أو ثلاثة. والبيت: ما كان على ستة أعمدة إلى تسعة. والخيمة: من الشّعر. وقوله: «يسرّون مقتلي»، قال الأصمعيّ: يسرّونه، وروى غيره: يشرّون بالشين المعجمة أي يظهرونه. وقال الشاعر:

  فما برحوا حتى أتى اللَّه نصره ... وحتى أشرّت بالأكفّ الأصابع⁣(⁣٣)

  أي أظهرت. وقال غيرهما: لو يسرّونه: من الإسرار أي لو يستطيعون قتلي لأسرّوه من الناس وقتلوني. قال أبو عبيدة: «دارة جلجل» في الحمى، وقال ابن الكلبيّ:

  / هي عند عين كندة. ويروى سيما مخفّفة وسيّما مشدّدة. ويقال: ربّ رجل وربّ رجل وربّت⁣(⁣٤) رجل. ومن القرّاء من يقرأ {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} مخفّفة. وقرأ عليه رجل «ربّما» فقال له: أظنّك يعجبك الرّبّ⁣(⁣٥).

  ويروى:

  فيا عجبا من رحلها المتحمّل


(١) سهام الميسر عشرة وهي: الفذ والتوءم والضريب ويقال له الرقيب والحلس (بالكسر) والنافس والمسبل (بضم الميم وكسر الباء) والمعلى، وثلاثة ليس لها شيء وهي الوغد والسفيح والمنيح. قال ابن الأنباري: فأما الفذ فله سهم واحد إن فاز وعلى صاحبه غرم سهم أن خاب. والتوءم له سهمان أن فاز وعليه سهمان إن خاب ... وهكذا على الترتيب.

(٢) في الأصول: «صبيا»، والتصويب عن كتب اللغة.

(٣) ورد هذا البيت في «اللسان» (مادة شرر) هكذا:

فما برحوا حتى رأى اللَّه صبرهم ... وحتى أشرت بالأكف المصاحف

وذكر أنه لكعب بن جعيل أو للحصين بن الحمام المري يذكره يوم صفين. يريد: وحتى نشرت المصاحف ورفعها أصحاب معاوية بالأكف على أطراف الرماح.

(٤) وفيها لغات أخرى غير ذلك.

(٥) الرب: ما يطبخ من الثمر.