أخبار الأعشى ونسبه
  صوت
  أرقت وما هذا السّهاد المؤرّق ... وما بي من سقم وما بي معشق
  ولكن أراني لا أزال بحادث ... أغادى بما لم يمس عندي وأطرق
  / غنّاه ابن محرز خفيف ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لحن ليونس من كتابه غير مجنّس.
  وفيه لابن سريج ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق وعمرو.
  اسم المحلق الكلابي وسبب كنيته وسبب اتصاله بالأعشى:
  أخبرني أبو العباس اليزيديّ قال حدّثني عمّي عبيد اللَّه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل قال:
  اسم المحلَّق عبد العزّى(١) بن حنتم بن شدّاد بن ربيعة بن عبد اللَّه بن عبيد وهو أبو بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وإنما سمّي محلَّقا لأن حصانا له عضّه في وجنته فحلَّق فيه حلقة.
  قال: وأنشد الأعشى قصيدته هذه [كسرى(٢)] ففسّرت له؛ فلما سمعها قال: إن كان هذا سهر لغير سقم ولا عشق فما هو إلا لصّ.
  وذكر عليّ بن محمد النّوفليّ في خبر المحلَّق مع الأعشى غير هذه الحكايات، وزعم أن أباه حدّثه عن بعض الكلابيّين من أهل البادية قال:
  كان لأبي المحلَّق شرف فمات وقد أتلف ماله، وبقي المحلَّق وثلاث أخوات له ولم يترك لهم إلا ناقة واحدة وحلَّتي برود حبرة كان يشهد فيهما الحقوق(٣). فأقبل الأعشى من بعض أسفاره يريد منزله باليمامة، فنزل الماء الذي به المحلَّق، فقراه أهل الماء فأحسنوا قراه. فأقبلت عمّة المحلَّق فقالت: يا بن أخي! هذا الأعشى قد / نزل بمائنا وقد قراه أهل الماء، والعرب تزعم أنه لم يمدح قوما إلَّا رفعهم، / ولم يهج قوما إلا وضعهم؛ فانظر ما أقول لك واحتل في زقّ من خمر من عند بعض التّجّار فأرسل إليه بهذه الناقة والزّقّ وبردي أبيك؛ فو اللَّه لئن اعتلج الكبد والسّنام والخمر في جوفه ونظر إلى عطفيه في البردين، ليقولنّ فيك شعرا يرفعك به. قال: ما أملك غير هذه الناقة، وأنا أتوقّع رسلها(٤). فأقبل يدخل ويخرج ويهمّ ولا يفعل؛ فكلَّما دخل على عمّته حضّته؛ حتى دخل عليها فقال:
  قد ارتحل الرجل ومضى. قالت: الآن واللَّه أحسن ما كان القرى! تتبعه ذلك مع غلام أبيك - مولى له أسود شيخ - فحيثما لحقه أخبره عنك أنك كنت غائبا عن الماء عند نزوله إيّاه، وأنّك لمّا وردت الماء فعلمت أنه كان به كرهت أن يفوتك قراه؛ فإنّ هذا أحسن لموقعه عنده. فلم تزل تحضّه حتى أتى بعض التّجار فكلَّمه أن يقرضه ثمن زقّ خمر وأتاه بمن يضمن ذلك عنه فأعطاه؛ فوجّه بالناقة والخمر والبردين مع مولى أبيه فخرج يتبعه؛ فكلما مرّ بماء قيل:
  ارتحل أمس عنه، حتى صار إلى منزل الأعشى بمنفوحة اليمامة فوجد عنده عدّة من الفتيان قد غدّاهم بغير لحم
(١) في الأصول: «عبد العزيز بن خيثم». والتصويب عن شرح «القاموس» (مادة حلق وحنتم).
(٢) تكملة عن «كتاب الشعر والشعراء».
(٣) كذا في «تجريد الأغاني». وفي الأصول: «إلا ناقة واحدة وحلتي برود جيدة كان يسدّ بها الحقوق» وهو تحريف.
(٤) الرسل: اللبن.