كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب عمرو بن سعيد بن زيد وأخباره

صفحة 91 - الجزء 9

  أطلقاني بوثاقي ... واشدداني بعناني

  إنّما الكأس ربيع ... يتعاطى بالبنان

  وحميّا الكأس دبّت ... بين رجلي ولساني

  - الغناء لابن عائشة هزج بالبنصر من رواية حبش - قال: فأجاد ابن عائشة واستحسن غناءه من حضر؛ فالتفت إلى معبد فقال: كيف ترى يا أبا عبّاد؟ فقال له معبد: شنت غناءك بصلفك. قال ابن عائشة: يا أحول! واللَّه لولا أنّك شيخنا وأنّك في مجلس أمير المؤمنين لأعلمتك من الشائن لغنائه أنا بصلفى أم أنت بقبح وجهك. وفطن الوليد بحركتهما فقال: ما هذا؟ فقال: خير يا أمير المؤمنين، لحن كان معبد طارحنيه فأنسيته فسألته عنه لأغنّي فيه أمير المؤمنين. فقال وما هو؟ قال:

  أمن آل ليلى بالملا متربّع ... كما لاح وشم في الذّراع مرجّع

  فقال: هات يا معبد، فغنّاه إيّاه؛ فاستحسنه الوليد وقال: أنت واللَّه سيّد من غنّى. وهذا الخبر أيضا مما يدلّ على أن ما ذكره حمّاد من أنّ هذا الصوت منحول لمعبد لا حقيقة له.

  أحمد بن أبي العلاء يغني المعتضد بشعر الوليد فيجيزه:

  أخبرني محمد بن إبراهيم قريض قال حدّثني أحمد بن أبي العلاء المغنّي قال: غنّيت المعتضد صوتا في شعر له ثم أتبعته بشعر الوليد بن يزيد:

  كلَّلاني توّجاني ... وبشعري غنّياني

  فقال: أحسن واللَّه! هكذا تقول الملوك المترفون، وهكذا يطربون، وبمثل هذا يشيرون، وإليه يرتاحون! أحسنت يا أحمد الاختيار لما شاكل الحال، وأحسنت الغناء، أعد؛ فأعدته، فأمر لي بعشرة آلاف درهم وشرب رطلا ثم استعاده فأعدته، وفعل مثل ذلك حتى استعاده ستّ مرّات وشرب ستّة أرطال وأمر لي بعشرة آلاف درهم - وقال مرة أخرى بستمائة دينار - ثم سكر. وما رثي قبل ذلك ولا بعده أعطي مغنّيا هذه العطيّة. وفي الخبر زيادة وقد ذكرته في موضعت آخر يصلح له.

  وقد ذكر محمد بن الحسن الكاتب عن أحمد بن سهل النّوشجاني أنه حضر أحمد بن أبي العلاء وقد غنّى المعتضد هذا الصوت في هذا المجلس وأمر له بهذا المال بعينه ولم يشرح القصّة كما شرحها أحمد.

  ومنها صوت وهو المتبختر

  صوت معبد المسمى بالمتبختر:

  جعل اللَّه جعفرا لك بعلا ... وشفاء من حادث الأوصاب

  / إذ تقولين للوليدة قومي ... فانظري من ترين بالأبواب

  الشعر للأحوص. والغناء لمعبد خفيف ثقيل أوّل بالبنصر. وذكر حمّاد عن أبيه في كتاب معبد أنه منحول إلى معبد وأنه لكردم.