كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ونسبه

صفحة 102 - الجزء 9

  شددت حيازيمي⁣(⁣١) على قلب حازم ... كتوم لما ضمّت عليه أضالعه

  أداجي رجالا لست مطلع بعضهم ... على سرّ بعض إنّ صدري واسعه

  بنى لي عبد اللَّه في ذروة العلا ... وعتبة مجدا لا تنال مصانعه

  وقوله وفيه غناء:

  صوت

  إن يك ذا الدهر قد أضرّ بنا ... من غير ذحل⁣(⁣٢) فربّما نفعا

  أبكي على ذلك الزمان ولا ... أحسب شيئا قد فات مرتجعا

  إذ نحن في ظلّ نعمة سلفت ... كانت لها كلّ نعمة تبعا

  عروضه من المنسرح. غنّت فيها عريب خفيف رمل عن الهشاميّ.

  قدمت المدينة مكية فتنت الناس فشبب بها:

  حدّثنا محمد بن جرير الطبريّ والحرميّ بن أبي العلاء ووكيع قالوا حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني إسماعيل بن يعقوب عن ابن أبي الزّناد عن أبيه قال:

  قدمت المدينة امرأة من ناحية مكة من هذيل، وكانت جميلة فخطبها الناس، وكادت تذهب بعقول أكثرهم.

  فقال فيها عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة:

  أحبّك حبّا لو علمت ببعضه ... لجدت ولم يصعب عليك شديد

  وحبّك يا أمّ الصبيّ مدلَّهي ... شهيدي أبو بكر وأيّ شهيد⁣(⁣٣)

  ويعلم وجدي القاسم بن محمد ... وعروة ما ألقى بكم وسعيد

  ويعلم ما أخفي سليمان علمه ... وخارجة يبدي لنا ويعيد

  / متى تسألي عمّا أقول فتخبري ... فللحبّ عندي طارف وتليد

  فبلغت أبياته سعيد بن المسيّب، فقال: واللَّه لقد أمن أن تسألنا وعلم أنها لو استشهدت بنا لم نشهد له بالباطل عندها.

  وقال الزّبير: أبو بكر الذي ذكر والنّفر المسمّون معه: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزّبير، وسعيد بن / المسيّب، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وهم الفقهاء الذين أخذ عنهم أهل المدينة.


(١) الحيزوم: وسط الصدر.

(٢) الذحل: الثأر.

(٣) في هذا البيت إقواء.