- صوت من مدن معبد في شعر عنترة
  وتحلّ عبلة بالجواء وأهلنا ... بالحزن فالصّمّان فالمتثلَّم(١)
  كيف القرار(٢) وقد تربّع أهلها ... بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
  حيّيت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم
  / ولقد نزلت فلا تظنّي غيره ... منّي بمنزلة المحبّ المكرم
  ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
  الشّاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والنّاذرين إذا لم القهما دمي
  ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر فاقدم
  / ما زلت أرميهم بثغرة نحره ... ولبانه حتى تسربل بالدّم
  هلَّا سألت الخيل يابنة مالك ... إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
  يخبرك من شهد الوقيعة أنّني ... أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم
  يدعون عنتر والرّماح كأنّها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
  فشككت بالرّمح الطويل ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرّم
  فإذا شربت فإنني مستهلك ... مالي، وعرضي وافر لم يكلم
  وإذا صحوت فما أقصّر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكَّرمي
  الشعر لعنترة بن شدّاد العبسيّ، وقد تقدّمت أخباره ونسبه. وغنّى في البيت الأوّل، على ما ذكره ابن المكَّيّ، إسحاق خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، وما وجدت هذا في رواية غيره. وغنّى معبد في البيت الثاني والثالث خفيف ثقيل أوّل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق، وهو الصوت المعدود في مدن معبد. وغنّى سلَّام الغسّال في السابع والثامن والثالث والعاشر رملا بالسبّابة في مجرى البنصر، ووجدت في بعض الكتب أن له أيضا في السابع وجده ثاني ثقيل أيضا، وذكر عمرو بن بانة أن هذا الثقيل الثاني بالوسطى لمعبد ووافقه يونس، وذكر ابن المكيّ أن هذا الثقيل الثاني للهذليّ، وذكر غيره أنه لابن محرز. وذكر أحمد بن عبيد أنّ في السابع ثقيلا أوّل للهذلَّي، ووافقه حبش. وذكر حبش أن في الثاني لمعبد ثقيلا أوّل، وأن لابن سريج فيه رملا آخر غير رمل ابن الغسّال، وأن لابن مسجح / أيضا فيه خفيف ثقيل بالوسطى. وفي كتاب أبي العبيس: له في الثالث لحن. وفي كتاب أبي أيّوب المدينيّ: لابن جامع في هذه الأبيات لحن. ولمعبد في الحادي عشر والثاني عشر والخامس عشر والسادس عشر خفيف ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق أيضا. ولعلَّويه في السادس والرابع ثاني ثقيل، وله أيضا في الرابع عشر والثالث عشر رمل. وفي كتاب هارون بن الزّيّات لعبد آل في الخامس ثقيل أوّل؛ وقد نسب الثقيل الثاني المختلف فيه لابن محرز. وفي كتاب هارون: لأحمد النّصبيّ في الرابع والخامس لحن.
  «هل غادر الشعراء» البيت، يدفع أكثر الرواة أن يكون لعنترة؛ وممن يدفعه الأصمعيّ وابن الأعرابيّ. وأوّل
(١) الصمان: موضع، ويقال: هو جبل. وقال أبو جعفر: الجواء بنجد، والحزن لبني يربوع، والصمان لبني تميم. والمتثلم: مكان.
(انظر «شرح القصائد العشر» للتبريزي).
(٢) في «المعلقات»: «كيف المزار».