- صوت من مدن معبد في شعر عنترة
  القصيدة عندهما «يا دار عبلة». فذكر أبو عمرو الشّيبانيّ أنه لم يكن يرويه حتى سمع أبا حزام العكليّ يرويه له.
  قوله: «هل غادر الشعراء من متردّم» يقول: هل تركوا شيئا ينظر فيه لم ينظروا فيه؟. والمتردّم: المتعطَّف، وهو مصدر. يقول: هل تركوا شيئا يتردّم عليه أي يتعطَّف؛ ويقال: تردّمت الناقة على ولدها إذا تعطَّفت عليه، وثوب مردّم وملدّم إذا سدّت خروقه بالرّقاع. والرّبع: المنزل، سمّي ربعا لارتباعهم فيه؛ والرّبيعة: الصخرة. حكى أبو نصر أنه يقول: هل ترك الشعراء من خرق لم يرقعوه وفتق لم يرتقوه! وهو أشبه بقوله من متردّم. وقال غيره:
  يعني بقوله من متردّم البناء وهو الرّدم، أي لم يتركوا بناء إلَّا بنوه؛ قال اللَّه ø: {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ رَدْماً} يعني بناء؛ وردم فلان حائطه أي بناه. / والجواء: بلد بعينه؛ والجواء أيضا: جمع جوّ وهو البطن الواسع من الأرض. عمي صباحا، وانعمي صباحا: تحيّة. تربّع أهلها: نزلوا في الرّبيع. وعنيزتين: أكمة سوداء بين البصرة ومكة. والغيلم: موضع. والطَّلل: ما كان / له شخص من الدار مثل أثفيّة(١) أو وتد أو نؤي، وتقول العرب: حيّا اللَّه طللك، أي شخصك. وابنا ضمضم: حصين وهرم المرّيّان. وثغرة نحره: موضع لبّته. واللَّبان: مجرى لببه من صدره وهو الصدر نفسه. ويروى «بغرّة وجهه». وتسربل، أي صار له سربال من الدم. وقوله: «هلَّا سألت الخيل» يريد فرسان الخيل؛ كما قال اللَّه تعالى: {وسْئَلِ الْقَرْيَةَ}. والوقيعة: الوقعة. والوغى والوحي: أصوات الناس وجلبتهم في الحرب؛ وقال الشاعر:
  وليل كساج(٢) الحميريّ ادّرعته ... كأنّ وغى حافاته لغط العجم
  والأشطان: الحبال، واحدها شطن. شبّه اختلاف الرّماح في صدر فرسه بالأشطان. وشككت بالرمح: نظمت.
  وقال أبو عمرو: يعني بثيابه قلبه. والعرض: موضع المدح والذّمّ من الرجل؛ يقال: طيّب العرض أي طيّب ريح الجسم. والكلوم: الجراح. والوافر: التامّ. وشمائلي: أخلاقي، واحدها شمال. يقال: فلان حلو الشّمائل والنّحائت والضّرائب والغرائز.
  عنترة يقول معلقته لأن رجلا سبه وعيره سواده:
  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا أبو سعيد السّكَّريّ قال قال أبو عمرو الشّيبانيّ:
  قال عنترة هذه القصيدة لأن رجلا من بني عبس سابّه فذكر سواده وسواد أمّه وإخوته وعيّره ذلك. فقال عنترة:
  واللَّه إن الناس ليترافدون(٣) بالطَّعمة، فو اللَّه ما حضرت مرفد الناس أنت ولا أبوك ولا جدّك قطَّ. وإنّ الناس ليدعون في الفزع فما رأيتك في خيل قطَّ، ولا كنت في أوّل النساء. وإن اللَّبس (يعني الاختلاط) ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أحد من أهل بيتك لخطَّة فيصل قطَّ، / وكنت فقعا بقرقرة(٤). ولو كنت في مرتبتك ومغرسك الذي أنت فيه ثم ما جدتك لمجدتك، أو طاولتك لطلتك. ولو سألت أمّك وأباك عن هذا لأخبراك بصحته. وإنّي لأحتضر الوغى،
(١) الأثفية: الحجر توضع عليه القدر.
(٢) الساج: الطيلسان الأسود.
(٣) يترافدون: يتعاونون.
(٤) ويقال أيضا فقع قرقرة. وهو مثل يضرب للضعيف الذليل الذي لا يمتنع على من يضيمه. والفقع: هجين الكمأة، وهو أبيض ضخم سريع الفساد قليل الصبر عن الحيا لا يمتنع على من اجتناه، وقيل: لأنه يداس دائما بالأرجل، وقيل: لأنه لا أصل له ولا أغصان.
والقرقرة والقرقر: الأرض المستوية السهلة. (انظر ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه).