كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

- صوت من مدن معبد في شعر الحارث بن خالد المخزومي

صفحة 153 - الجزء 9

  وأوفّى المغنم، وأعفّ عن المسألة، وأجود بما ملكت، وأفصل الخطَّة الصّمعاء⁣(⁣١). فقال له الآخر: أنا أشعر منك.

  فقال: ستعلم!. وكان عنترة لا يقول من الشّعر إلَّا البيت أو البيتين في الحرب فقال هذه القصيدة. ويزعمون أنها أوّل قصيدة قالها. وكانت العرب تسمّيها المذهّبة.

  بقية مدن معبد:

  نسبة الأصوات التي جعلت مكان بعض هذه الأصوات في مدن معبد، وهنّ:

  صوت من مدنه في شعر كثير عزة:

  صوت

  تقطَّع من ظلَّامة الوصل أجمع ... أخيرا على أن لم يكن يتقطَّع

  وأصبحت قد ودّعت ظلَّامة التي ... تضرّ وما كانت مع الضّرّ تنفع

  الشعر لكثيّر. والغناء لمعبد خفيف ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو ويونس.

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني سليمان بن عيّاش السّعديّ قال قال السائب راوية كثيّر، وأخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة قال زعم / ابن الكلبيّ عن أبي المقوّم قال حدّثني سائب راوية كثيّر قال:

  كنت مع كثيّر عند ظلَّامة فأقمنا أيّاما. فلما أردنا الانصراف عقدت له في علاقة سوطه عقدا وقالت: احفظها.

  ثم انصرفنا فمررنا على ماء لبنى ضمرة، / فقال: إن في هذه الأخبية جارية ظريفة ذات جمال، فهل لك أن تستبرزها؟ فقلت: ذاك إليك. قال: فملنا إليهم فخرجت إلينا جاريتها فأخرجتها إلينا، فإذا هي عزّة، فجلس معها يحادثها، وطرح سوطه بينه وبينها إلى أن غلبته عيناه. وأقبلت عزّة على تلك العقد تحلَّها واحدة واحدة. فلما استيقظ انصرفنا. فنظر إلى علاقة سوطه فقال: أحلَّتها؟ قلت: نعم! فلا وصلها اللَّه! واللَّه إنك لمجنون. قال:

  فسكت عنّي طويلا ثم رفع السّوط فضرب به واسطة رحله وأنشأ يقول:

  تقطَّع من ظلَّامة الوصل أجمع ... أخيرا على أن لم يكن يتقطَّع

  وأصبحت قد ودّعت ظلَّامة التي ... تضرّ وما كانت مع الضّرّ تنفع

  وقد سدّ من أبواب ظلَّامة التي ... لنا خلف للنّفس منها ومقنع

  ثم وصل عزّة بعد ذلك وقطع ظلَّامة.

  ومنها:

  وهو الذي أوّله:

  «خمصانة قلق موشّحها»


(١) الصمعاء: الحازمة.