كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الحارث بن خالد ونسبه

صفحة 156 - الجزء 9

  رجعت الرواية إلى خبر الحارث

  قال: وطلَّقها الحارث؛ فخلف عليها روح بن زنباع. قال: وكان الحارث خطب أمة لمالك بن عبد اللَّه بن خالد، بن أسيد، وخطبها عبد اللَّه بن مطيع. فتزوّجها عبد اللَّه ثم طلَّقها أو مات عنها، فتزوّجها الحارث بن خالد بعد ذلك وقال فيها قبل أن يتزوّج:

  أقوى من آل ظليمة الحزم ... فالغمرتان فأوحش الخطم

  الأبيات التي فيها الغناء.

  قال وأخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا محمد بن الحكم عن عوانة بهذا الخبر فذكر مثله، ولم يذكر أنّ الحارث هو المتزوّجها، وفسّر قولها:

  أحبّ إلينا من الجاليه

  وقال: الجالية أهل الحجاز، كان أهل الشام يسمّونهم بذلك لأنهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام. وقال في الحديث: فبلغ عبد الملك قولها فقال: لولا أنها قدّمت الكهول على الشبّان لعاقبتها.

  قتل مصعب أختها عمرة بعد قتل زوجها المختار:

  قال عوانة: وكانت لحميدة أخت يقال لها عمرة، وكانت تحت المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ، فأخذها مصعب بعد قتله المختار وأخذ امرأته الأخرى وهي بنت سمرة بن جندب، فأمرهما بالبراءة من المختار. أمّا بنت سمرة فبرئت منه، وأبت ذلك عمرة. فكتب به مصعب إلى أخيه عبد اللَّه. فكتب إليه: إن أبت أن تبرأ منه فاقتلها.

  فأبت فحفر لها حفيرة وأقيمت فيها فقتلت. فقال عمر بن أبي ربيعة في ذلك:

  /

  إنّ من أعجب العجائب عندي ... قتل بيضاء حرّة عطبول⁣(⁣١)

  قتلت حرّة على غير جرم ... إنّ للَّه درّها من قتيل

  كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذيول

  رجع الحديث إلى رواية عمر بن شبّه

  / قال أبو زيد وحدّثني ابن عائشة عن أبيه بهذا الخبر ونحوه، وزاد فيه أن الحارث لمّا تزوّجها قالت فيه:

  نكحت المدينيّ إذ جاءني ... فيا لك من نكحة غاويه

  تهاجي حميدة مع زوجها روح بن زنباع:

  وذكر الأبيات المتقدّمة. وقال عمر بن شبّة فيه: وتزوّجها روح بن زنباع؛ فنظر إليها يوما تنظر إلى قومه جذام، وقد اجتمعوا عنده فلامها. فقالت: وهل أرى إلَّا جذام! فو اللَّه ما أحبّ الحلال منهم فكيف بالحرام!.

  وقالت تهجوه:


(١) العطبول: المرأة الفتية الجميلة الممتلئة الطويلة العنق.