ذكر الحارث بن خالد ونسبه
  فبعدا لمحياك إذ ما حييت ... وبعدا لأعظمك البالية
  تزوّجها بعده الفيض بن محمد بن الحكم:
  وقال روح في بعض ما يتنازعان فيه: اللَّهمّ إن بقيت بعدي فابتلها ببعل يلطم وجهها ويملأ حجرها قيئا:
  فتزوّجها بعده الفيض بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل وكان شابا جميلا يصيب من الشّراب فأحبّته. فكان ربّما أصاب من الشّراب مسكرا فيلطم وجهها ويقيء في حجرها؛ فتقول: يرحم اللَّه أبا زرعة! قد أجيبت دعوته فيّ.
  وقالت لفيض:
  سمّيت فيضا وما شيء تفيض به ... إلَّا سلاحك بين الباب والدار
  فتلك دعوة روح الخير أعرفها ... سقى الإله صداه الأوطف(١) السّاري
  وقالت لفيض أيضا:
  ألا يا فيض كنت أراك فيضا ... فلا فيضا أصبت ولا فراتا
  وقالت:
  وليس فيض بفيّاض العطاء لنا ... لكنّ فيضا لنا بالقيء فيّاض
  ليث اللَّيوث علينا باسل شرس ... وفي الحروب هيوب الصدر جيّاض(٢)
  تزوّج ابنتها من الفيض الحجاج بن يوسف:
  فولدت من الفيض ابنة فتزوّجها الحجّاج بن يوسف؛ وقد كانت قبلها عند الحجّاج أمّ أبان بنت النّعمان بن بشير. فقالت حميدة للحجّاج:
  إذا تذكَّرت نكاح الحجّاج ... من النّهار أو من اللَّيل الداج
  فاضت له العين بدمع ثجّاج ... وأشعل القلب بوجد وهّاج
  / لو كان نعمان قتيل الأعلاج(٣) ... مستوي الشّخص صحيح الأوداج
  لكنت منها بمكان النّسّاج ... قد كنت أرجو بعض ما يرجو الرّاج ... أن تنكحيه ملكا أو ذا تاج
  فقدمت حميدة على ابنتها زائرة. فقال لها الحجّاج: يا حميدة، إنّي كنت أحتمل مزاحك مرّة(٤)، وأمّا اليوم فإني بالعراق وهم قوم سوء فإيّاك!. فقالت: سأكفّ حتى أرحل.
  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا سليمان بن أيوب قال حدّثنا المدائنيّ عن مسلمة بن محارب قال:
  قالت حميدة بنت النّعمان لزوجها روح بن زنباع، وكان أسود ضخما: / كيف تسود وفيك ثلاث خصال:
(١) الأوطف من السحاب: الداني من الأرض.
(٢) الجياض: الروّاغ.
(٣) في ج: «قتيل الإدلاج».
(٤) لعله: «مدة».