كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الحارث بن خالد ونسبه

صفحة 161 - الجزء 9

  أظليم إن مصابكم رجل ... أهدى السّلام تحيّة ظلما

  ولا معنى لذلك، ولا هو، لم كان له وجه، معنى قول الشاعر في شعره. فقال: صدقت، ألك ولد؟ قلت: بنيّة لا غير. قال: فما قالت حين ودّعتها؟ قال قلت: أنشدت شعر الأعشى:

  تقول ابنتي حين جدّ الرّحيل ... أرانا سواء ومن قد يتم

  / أبانا فلا رمت من عندنا ... فإنّا بخير إذا لم ترم

  أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفي وتقطع منّا الرّحم

  قال: فما قلت لها؟ قال: قلت لها قول جرير:

  ثقي باللَّه ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح

  فقال: ثق بالنجاح إن شاء اللَّه تعالى. إنّ ها هنا قوما يختلفون إلى أولادنا فامتحنهم، فمن كان منهم عالما ينتفع به ألزمناهم إيّاه، ومن كان بغير هذه الصورة قطعناه عنهم. فأمر فجمعوا إليّ فامتحنتهم فما وجدت فيهم طائلا؛ وحذروا ناحيتي، فقلت: لا بأس على أحد. فلمّا رجعت إليه قال: كيف رأيتهم؟ قلت: يفضل بعضهم بعضا في علوم، ويفضل الباقون في غيرها، وكلّ يحتاج إليه. فقال لي الواثق: إني خاطبت منهم واحدا فكان في نهاية من الجهل في خطابه ونظره. فقلت: يا أمير المؤمنين، أكثر من تقدّم منهم بهذه الصفة؛ ولقد أنشدت فيهم:

  /

  إنّ المعلَّم لا يزال مضعّفا ... ولو ابتنى فوق السماء بناء

  من علَّم الصبيان أضنوا عقله ... مما يرقي غدوة ومساء

  مضى الحديث:

  صوت من مدن معبد في شعر الأعشى:

  ومنها:

  صوت

  يوم تبدي لنا قتيلة عن جي ... د أسيل تزينه الأطواق

  وشتيت كالأقحوان جلاه الطَّلّ فيه عذوبة واتّساق الشعر للأعشى. والغناء لمعبد. وذكر إسحاق أن لحنه خفيف ثقيل من أصوات قليلات الأشباه، وذكر عمرو بن بانة أنّ لحنه من الثقيل الأوّل بالبنصر. ولإسحاق لحن من الثقيل أيضا وهو مما عارض فيه معبدا فانتصف منه، ومن أوائل أغانيه وصدورها.

  أخبرنا إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق قال ذكر الحسن بن عتبة اللَّهبيّ المعروف بفورك قال:

  قتيلات معبد:

  قال لي الوليد بن يزيد: أريد الحجّ، فما يمنعني منه إلَّا أن يلقاني أهل المدينة بقتيلات معبد وبقصره ونخله