أغاني الخلفاء وأولادهم وأولاد أولادهم
  عمر بن عبد العزيز والغناء:
  أخبرني محمد بن خلف وكيع والحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق قال حدّثني أبي عن أبيه وعن إسماعيل ابن جامع عن سياط عن يونس الكاتب عن شهدة أمّ عاتكة بنت شهدة عن كردم بن معبد عن أبيه:
  أنّ عمر بن عبد العزيز طارحه لحنه في:
  ألمّا صاحبيّ نزر سعادا
  ونسخت هذا الخبر من كتاب محمد بن الحسين الكاتب قال حدّثني أبو يعلى زرقان غلام أبي الهذيل وصاحب أحمد بن أبي داود قال حدّثني محمد بن يونس قال / حدّثني هاتف أراه قال أمّ ولد المعتصم قالت حدّثتني عليّة بنت المهديّ قالت حدّثتني عاتكة بنت شهدة عن أمّها شهدة عن كردم قال:
  طرح عليّ عمر بن عبد العزيز لحنه:
  علق القلب سعادا ... عادت القلب فعادا
  كلَّما عوتب فيها ... أو نهي عنها تمادى
  وهو مشغوف بسعدى ... قد عصى فيها وزادا
  قال كردم: وكان عمر أحسن خلق اللَّه صوتا، وكان حسن القراءة للقرآن.
  ونسخت من كتاب ابن الكرنبيّ بخطَّة حدّثني أحمد بن الفتح الحجّاجيّ في مجلس حمّاد بن إسحاق قال أخبرني أحمد بن الحسين قال:
  رأيت عمر بن عبد العزيز في النوم وعليه عمامة ورأيت الشّجّة في وجهه تدلّ على أنها ضربة حافر، فسمعته يقول: قال عمر بن الخطَّاب: لا تعلَّموا نساءكم الخلع(١). قال حدّثني محمد(٢) بن الحسين: فأقبلت عليه في نومي فقلت له: يا أمير المؤمنين، صوت يزعم الناس أنك صنعته في شعر جرير:
  ألمّا صاحبيّ نزر سعادا ... لوشك فراقها وذرا البعادا
  لعمرك إنّ نفع سعاد عنّي ... لمصروف ونفعي عن سعادا
  إلى الفاروق ينتسب ابن ليلى ... ومروان الذي رفع العمادا
  فتبسّم عمر ولم يردّ عليّ شيئا.
  نسبة هذين الصوتين
  صوت
  ألمّا صاحبيّ نزر سعادا ... لوشك فراقها وذرا البعادا
  / لعمرك إنّ نفع سعاد عنّي ... لمصروف ونفعي عن سعادا
(١) الخلع: تطليق المرأة ببذل منها للزوج.
(٢) كذا في الأصول. ولعل صوابه «أحمد بن الحسين».