أخبار المعتز في الأغاني ومع المغنين وما جرى هذا المجرى
  هكذا ذكر الصّوليّ في قافية الشعر. ووجدته في أغاني بنان مرفوع القافية، وله فيه صنعة. ولعلّ المعتزّ قال البيت، فأضاف بنان إليه آخر وجعل المخاطبة عن نفسه للمعتزّ فقال:
  صوت
  توحّدك الرحمن بالعز والعلا ... فأنت على كل الأنام أمير
  تقاتل عنك التّرك والخزر كلَّها ... كأنّهم أسد لهنّ زئير
  الغناء لبنان [لحنان(١)] خفيف ثقيل وخفيف رمل. ومما قاله المعتزّ وغنّى فيه قوله - ذكر الصّوليّ أن عبد اللَّه بن المعتزّ أنشده إيّاه لأبيه -:
  صوت
  ألا حيّ الحبيب فدته نفسي ... بكأس من مدامة خانقينا(٢)
  فإنّي قد بقيت مع الليالي ... أقاسي الهمّ في يده سنينا
  الغناء فيه لعريب خفيف رمل، ولبنان هزج.
  / وممّن ذكر أن له صنعة من الخلفاء المعتمد.
  غناء المعتمد:
  قال محمد بن يحيى الصّوليّ ذكر عبد اللَّه بن المعتزّ عن القاسم بن زرزور أن المعتمد ألقى عليه لحنا صنعه في هذا الشعر وهو:
  ليس الشّفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشّفيع الذي يأتيك عريانا
  الشعر للفرزدق. والغناء للمعتمد، ولحنه فيه خفيف ثقيل. هذه حكاية الصّوليّ. وفي غناء عريب: لها في هذا البيت خفيف ثقيل. ولا أعلم لمن هو منهما على صحة، إلَّا أنّ المشهور في أيدي الناس أنه لعريب. ولم أسمع للمعتمد غناء إلَّا من هذه الجهة التي ذكرتها.
(١) زيادة عن ح.
(٢) خانقبن: بلدة من نواحي السواد في طريق همذان من بغداد.