كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار الفرزدق في هذا الشعر خاصة دون غيره

صفحة 221 - الجزء 9

١٦ - ذكر أخبار الفرزدق في هذا الشعر خاصة دون غيره

  لأنّ أخباره كثيرة جدّا، فكرهت أن أثبتها ها هنا في غناء مشكوك فيه، فذكرت نسبه وخبره في هذا الشعر خاصة، وأخباره تأتي بعد هذا في موضع مفرد يتسع لطول أحاديثه

  نسبه:

  الفرزدق لقب غلب عليه. واسمه همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك [بن حنظلة بن مالك] بن زيد مناة بن تميم.

  هو وجرير والأخطل أشعر طبقات الإسلاميين:

  وهو وجرير والأخطل أشعر / طبقات الإسلامييّن والمقدّم في الطبقة الأولى منهم. وأخباره تذكر مفردة في موضع آخر يتّسع لها، ونذكر هاهنا في هذا المعنى. فأخبرني خبره في ذلك جماعة. فممّن أخبرني به أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة، وأخبرني به أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلَّام، وأخبرني به محمد ابن العباس اليزيديّ عن السّكَّريّ عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة وابن الأعرابيّ، قال عمر بن شبّة خاصّة في خبره حدّثني محمد بن يحيى قال حدّثني أبي:

  حديث الفرزدق والنوار وذمه بني قيس وزهيرا وبني أم النسير لمعاونتهم إياها:

  أنّ عبد اللَّه بن الزّبير تزوّج تماضر بنت منظور بن زبّان، وأمّها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة، فخاصم الفرزدق امرأته النّوار إلى ابن الزّبير. هكذا ذكر محمد بن يحيى ولم يذكر السبب في الخصومة، وذكرها عمر بن شبّة ولم يروها عن أحد، وذكرها ابن حبيب عن أصحابه، وذكرها أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة: أن رجلا من بني أميّة خطب النّوار بنت أعين المجاشعيّة، فرضيته وجعلت أمرها إلى الفرزدق. فقال لها: أشهدي لي بذلك على نفسك شهودا ففعلت، واجتمع الناس لذلك. فتكلَّم الفرزدق ثم قال: اشهدوا أنّي قد تزوّجتها وأصدقتها كذا وكذا، فأنا ابن عمّها / وأحقّ بها. فبلغ ذلك النّوار فأبته واستترت من الفرزدق وجزعت ولجأت إلى بني قيس بن عاصم المنقريّ. فقال فيها:

  بني عاصم لا تلجئوها فإنكم ... ملاجئ للسّوءات دسم العمائم⁣(⁣١)

  بني عاصم لو كان حيّا أبوكم ... للام بنيه اليوم قيس بن عاصم

  فقالوا: واللَّه لئن زدت على هذين البيتين لتقتلنّك غيلة. فنافرته إلى عبد اللَّه بن الزّبير وأرادت الخروج إليه؛ فتحامى الناس كراءها. ثم إن رجلا من بني عديّ يقال له زهير بن ثعلبة وقوما يعرفون ببني أمّ النّسير أكروها؛ فقال الفرزدق:


(١) دسمت عمائمهم، أي وسخت وقذرت.