كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار الفرزدق في هذا الشعر خاصة دون غيره

صفحة 222 - الجزء 9

  ولولا أن تقول بنو عنديّ ... أليست أمّ حنظلة النّوار

  أتتكم يا بني ملكان عنّي ... قواف لا تقسّمها⁣(⁣١) التّجار

  يعني بالنّوار هاهنا بنت جلّ⁣(⁣٢) بن عديّ بن عبد مناة وهي أمّ حنظلة بن مالك بن زيد مناة وهي إحدى جدّاته. وقال فيها أيضا:

  سرى بالنّوار عوهجيّ⁣(⁣٣) يسوقه ... عبيد قصير الشّبر⁣(⁣٤) نائي الأقارب

  تؤمّ بلاد الأمن دائبة السّرى ... إلى خير وال من لؤيّ بن غالب

  فدونك عرسي⁣(⁣٥) تبتغي نقض عقدتي ... وإبطال حقّي باليمين الكواذب

  / وقال أيضا:

  ولولا أنّ أمّي من عديّ ... وأني كاره سخط الرّباب

  إذا لأتى الدواهي⁣(⁣٦) من قريب ... جزاء غير منصرف العقاب

  وصلت على بني ملكان منّي ... بجيش غير منتظر الإياب⁣(⁣٧)

  وقال لزهير أيضا:

  لبئس العبء يحمله زهير ... على أعجاز صرمته⁣(⁣٨) نوار

  / لقد أهدت وليدتنا إليكم ... عوائر⁣(⁣٩) لا تقسّمها التّجار

  وقال لبني أمّ النّسير:

  لعمري لقد أردى النّوار وساقها ... إلى الغور أحلام خفاف عقولها

  أطاعت بني أمّ النّسير فأصبحت ... على قتب يعلو الفلاة دليلها

  وقد سخطت منّي النّوار الذي ارتضى ... به قبلها الأزواج خاب رحيلها


(١) لعله يريد أن التجار يروونها كلها في رحلاتهم لا ينقصون منها شيئا لجودتها، فلا يختارون بعضها دون بعض لأنها كلها جيدة مختارة.

(٢) كذا في «شرح القاموس» مادة «جلل» و «النقائض» ص ٨٠٤ وفي الأصول: «حل» بالحاء المهملة وهو تصحيف.

(٣) عوهجي: طويلي العنق. يريد جملا.

(٤) كذا في أ، م: و «النقائض». وقصير الشير: متقارب الخطو. ونائي الأقارب: غريب بعيد عن أهله. وفي سائر الأصول: «السير» بالسين المهملة وهو تصحيف.

(٥) كذا في «النقائض»، وقد ورد فيها البيت هكذا:

فدونك عرسي تبتغي نقض عهدتي ... وإبطال حقي بالمنى والأكاذب

وفي الأصول: «فدونك أرشا» وهو تحريف.

(٦) كذا في «النقائض». وفي الأصول: «الزواهر» وهو تحريف.

(٧) لعله يريد أنه يغزو ويحتل فلا يعود ولا ينتظر إيابه.

(٨) الصرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين.

(٩) عواثر: سوائر. يريد قصائده.