أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  يتعشّقها ولم تكن مولاته. فأخبرني الحرميّ بن أبي / العلاء قال حدّثنا إسحاق بن محمد النّخعيّ قال حدّثني حمّاد بن إسحاق قال: أتى أبان بن عبد الحميد الشاعر رجلا بالبصرة وله قينة يقال لها سلسل، فصادف عندها محمد بن قطن الهلاليّ وعثمان بن الحكم بن صخر الثّقفيّ فقال:
  فتنت سلسل قلب ابن قطن ... ثم ثنّت بابن صخر فافتتن
  فأتيت اليوم كي أنقذهم ... فإذا نحن جميعا في قرن
  فأظنّ الغلط وقع على حبش من ها هنا أو سمع هذا الخبر فتوهّم أنّها مولاة محمد بن حرب.
  ذهابه مع دعبل ورزين وركوبهم حمير أهل الشوك وشعرهم في ذلك:
  أخبرني عمّي ووكيع قالا حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني محمد بن عيسى بن عبد الرحمن قال:
  خرج إبراهيم بن العباس ودعبل بن عليّ وأخوه رزين في نظرائهم من أهل الأدب رجّالة إلى بعض البساتين في خلافة المأمون، فلقيهم قوم من أهل السواد من أصحاب الشّوك، فأعطوهم شيئا وركبوا تلك الحمير؛ فأنشأ إبراهيم يقول:
  /
  أعيضت بعد حمل الشّو ... ك أحمالا من الحرف(١)
  نشاوى لا من الصّهبا ... ء بل من شدّة الضّعف
  فقال رزين:
  فلو كنتم على ذاك ... تؤولون إلى قصف
  تساوت حالكم فيه ... ولم تبقوا على خسف
  فقال دعبل:
  وإذا فات الذي فات ... فكونوا من بني الظَّرف
  ومرّوا نقصف اليوم ... فإني بائع خفّي
  فانصرفوا معه فباع خفّه وأنفقه عليهم.
  رثاؤه لابنه:
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال قال لي عليّ بن الحسين الإسكافيّ:
  كان لإبراهيم ابن قد يفع وترعرع، وكان معجبا به فاعتلّ علَّة لم تطل ومات؛ فرثاه بمرات كثيرة، وجزع عليه جزعا شديدا. فممّا رثاه به قوله:
  كنت السواد لمقلتي ... فبكى عليك النّاظر
  من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر
  فيه رمل لابن القصّار. ومن مراثيه إيّاه قوله:
(١) كذا في الأصول.