أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  وما زلت مذلد أعطيته ... أدافع عنه حمام الأحل
  أعوّذه دائبا بالقران ... وأرمي بطرفي إلى حيث حلّ
  فأضحت يدي قصدها واحد ... إلى حيث حلّ فلم يرتحل
  عاتبه أبو وائلة في لهوه فقال شعرا:
  وقال أحمد بن أبي طاهر حدّثني أبو وائلة قال: قلت لإبراهيم بن العبّاس: قد أخملت نفسك ورضيت أن تكون تابعا أبدا لاقتصارك على القصف واللعب؛ فأنشأ يقول:
  /
  إنّما المرء صورة ... حيث حلَّت تناهت
  أنا مذ كنت في التصرّف لي حال ساعتي
  وهبه أخوه عبد اللَّه ثلث ماله وأخته الثلث الآخر وشعره في ذلك:
  أخبرنا محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثني ابن السّخيّ قال:
  وهب عبد اللَّه بن العبّاس لأخيه إبراهيم ثلث ماله، ووهب لأخته الثلث الآخر، فسار مساويا لهما في الحال؛ فقال إبراهيم:
  /
  ولكنّ عبد اللَّه لمّا حوى الغنى ... وصار له من بين أخوته مال
  رأى خلَّة منهم تسدّ بماله ... فساهمهم حتى استوت بهم الحال
  وهذا مما عيب على إبراهيم قوله ابتداء «ولكنّ عبد اللَّه». وقد كرّره في شعره فقال:
  ولكنّ الجواد أبا هشام ... وفيّ العهد مأمون المغيب
  بطيء عنك ما استغنيت عنه ... وطلَّاع عليك مع الخطوب
  والسبب في ذلك اختياره شعره وإسقاطه ما لم يرضه منه.
  عزله عن الأهواز:
  وقرأت في بعض الكتب: لمّا عزل إبراهيم بن العبّاس عن الأهواز في أيام محمد بن عبد الملك الزيّات اعتقل بها وأوذي، وكان محمد قبل الوزارة صديقه، وكان يؤمّل منه أن يسامحه ويطلقه، فكتب إليه:
  فلو إذ نبا دهر وأنكر صاحب ... وسلَّط أعداء وغاب نصير
  تكون عن الأهواز داري بنجوة ... ولكن مقادير جرت وأمور
  وإني لأرجو بعد هذا محمدا ... لأفضل ما يرجى أخ ووزير
  فأقام محمد على قصده وتكشّفه والإساءة إليه حتى بلغ منه كلّ مكروه، وانفرجت الحال بينهما على ذلك، وهجاه إبراهيم هجاء كثيرا.
  أرسل ابن الزيات أبا الجهم للنكاية به:
  وأخبرني محمد بن يحيى الصّولي قال حدّثني أبو عبد اللَّه الباقطانيّ أو الطَّالقانيّ قال حدّثني عليّ بن الحسين بن