أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  عبد الأعلى قال:
  وجّه محمد بن عبد الملك بأبي الجهم أحمد بن سيف إلى الأهواز ليكشف إبراهيم بن العبّاس، فتحامل عليه تحاملا شديدا. فكتب إبراهيم إلى محمد بن عبد الملك يعرّفه ذلك ويشكوه إليه ويقول له: أبو الجهم كافر لا يبالي ما عمل، وهو القائل لمّا مات غلامه يخاطب ملك الموت:
  وأقبلت تسعى إلى واحدي ... ضرارا كأنّي قتلت الرسولا
  تركت عبيد بني طاهر ... وقد ملئوا الأرض عرضا وطولا
  فسوف أدين بترك الصلاة ... وأصطبح الخمر صرفا شمولا
  فكان محمد لعصبيّته على إبراهيم وقصده له يقول: ليس هذا الشعر لأبي الجهم، إنما إبراهيم قاله ونسبه إليه.
  مدح المتوكل ببيتين وغنى بهما جعفر بن رفعة:
  أخبرني أحمد بن جعفر بن رفعة قال حدّثني أبي قال دعاني إبراهيم بن العبّاس وقال: قد مدحت أمير المؤمنين المتوكَّل ببيتين، فغنّ فيهما وأشعهما، ودعا لي بطيب كثير فأعطانيه، وخلع عليّ خلعة سريّة، فغنّيت فيهما. والبيتان:
  صوت
  ما واحد من واحد ... أولى بفضل أو مروّه
  ممّن أبوه وجدّه ... بين الخلافة والنّبوّه
  وأشعتهما وغنّى فيهما المتوكَّل فاستحسنهما ووصله صلة سنيّة.
  لحن جعفر بن رفعة في هذين البيتين رمل بالبنصر.
  مدح الرضا لما عقدت ولاية العهد فأجازه:
  / أخبرني محمد بن يونس الأنباريّ قال حدّثني أبي:
  أن إبراهيم بن العباس الصّوليّ دخل على الرّضا لمّا عقد له المأمون وولَّاه العهد، فأنشده قوله:
  أزالت عزاء القلب بعد التجلَّد ... مصارع أولاد النبيّ محمد
  / ﷺ فوهب له عشرة آلاف درهم من الدراهم التي ضربت باسمه. فلم تزل عند إبراهيم، وجعل منها مهور نسائه، وخلَّف بعضها لكفنه وجهازه إلى قبره.
  آذى إسحاق ابن أخي زيدان فهدّده فكف عنه:
  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثني أبو العبّاس بن الفرات والباقطانيّ قالا:
  كان إسحاق بن إبراهيم ابن أخي زيدان صديقا لإبراهيم بن العبّاس، فأنسخه شعره في مدح الرّضا، ثم ولي إبراهيم بن العبّاس في أيام المتوكَّل ديوان الضّياع، فعزله عن ضياع كانت بيده بحلوان، وطالبه بمال وجب عليه، وتباعد بينهما. فقال إسحاق لبعض من يثق به: قل لإبراهيم بن العبّاس: واللَّه لئن لم يكفف عمّا يفعله فيّ