أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  داعب الحسن بن وهب وشعره في ذلك:
  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني محمد بن موسى بن حمّاد قال:
  دعا الحسن بن وهب إبراهيم بن العبّاس؛ فقال له: أركب وأجيئك عشيّا فلا تنتظرني بالغداة. / فأبطأ عليه، وأسرع الحسن في شربه فسكر ونام، وجاء إبراهيم فرآه على تلك الحال، فدعا بدواة وكتب:
  رحنا إليك وقد راحت بك الرّاح ... وأسرعت فيك أوتار وأقداح
  قال: وحدّثني محمد بن موسى قال:
  نظر إبراهيم بن العباس الحسن بن وهب وهو مخمور فقال له:
  عيناك قد حكتا مبي ... تك كيف كنت وكيف كانا
  ولربّ عين قد أرت ... ك مبيت صاحبها عيانا
  فأجابه الحسن بن وهب بعشرين بيتا وطالبه بمثلها؛ فكتب إليه بأربعة أبيات وطالبه بأربعين بيتا. وأبيات إبراهيم:
  أأبا عليّ خير قولك ما ... حصّلت أنجعه ومختصره
  ما عندنا في البيع من غبن ... للمستقلّ بواحد عشرة
  أنا أهل ذلك غير محتشم ... أرضى القديم وأقتفي أثره
  ها نحن وفّيناك أربعة ... والأربعون لديك منتظره
  أخبرني الصّوليّ قال حدّثني القاسم بن إسماعيل قال:
  سمعت إبراهيم بن العبّاس وقد لبس سواده يوما يقول: يا غلام هات ذلك السيف الذي ما ضرّ اللَّه به أحدا قطَّ غيري.
  كان يستثقل ابن أخيه وحكايات عنه في ذلك:
  قال: وسأل يوما عن ابن أخيه طماس وهو أحمد بن عبد اللَّه بن العبّاس فقيل له:
  هو مشغول بطبيب ومنجّم عنده، وكان يستثقله، فقال قل له يا غلام: واللَّه ما لك في الناس طبع؛ ولا في السماء نجم، فما لك تكلَّف هذا التّكلَّف.
  / أخبرني الصّوليّ قال حدّثني أحمد بن السّخيّ قال:
  أمر إبراهيم بن العبّاس أن يجمع كلّ أعور يمرّ في الطريق، فجمعوهم ووقفوهم وخرج ومعه طماس، فلما رأى العور مجتمعين قال لطماس: كلَّهم مثلك، فاترك هذا الصّلف فإنه داعية إلى التّلف.
  أخبرني الصّوليّ قال حدّثني ميمون بن موسى قال:
  قال الحسن بن وهب لإبراهيم بن العبّاس: تعال حتى نعدّ البغضاء؛ قال: ابدأ بي أوّلا من أجل ابن أخي طماس ثم ثنّ بمن شئت.