أخبار مروان بن أبي حفصة ونسبه
  سلام على أوصال قيس بن عاصم ... وإن كنّ رمسا في التراب بواليا
  أضيّعتموا خيلا عرابا فأصبحت ... كواسد لا ينكحن إلَّا المواليا
  فلم أر أبرادا أجرّ لخزية ... وألأم مكسوّا وألأم كاسيا
  من الخزّ واللائي بحجر عليكم ... نشرن فكنّ المخزيات البواقيا
  / فقال يحيى يردّ عليه:
  ألا قبح اللَّه الفلاح ونسوة ... على البئر يعطشن الكلاب من النّتن
  نكحنا بنات القرم قيس بن عاصم ... وعمدا رغبنا عن بنات بني حزن
  / أبا كان خيرا من أبيك أرومة ... وأوسط في سعد وأرجح في الوزن
  لبيت بني حزن من الذّلّ وهنة ... كوهنة بيت العنكبوت التي تبني
  ولم تر حزنيّا، ولو ضمّ أربعا ... وأبرز(١)، في فرج يعفّ ولا بطن
  وضيف بني حزن يجوع وجارهم ... إذا أمن الجيران ناء من الأمن
  يذكر خروج ابن المهلب:
  أخبرنا يحيى بن عليّ قال أنشدني محمد بن إدريس ليحيى يذكر خروج يزيد بن المهلَّب ويتأسّف على الحجّاج:
  لا يصلح الناس إلَّا السيف إذ فتنوا ... لهفي عليك ولا حجّاج للدين
  لو كان حيّا غداة الأزد إذ نكثوا ... لم يحص قتلاهم حسّاب ديرين
  لم تأته الأزد عند الباب تربصه ... مثل الجراد تنزّى في التّبابين(٢)
  من كلّ أفحج(٣) ذي حنف مخالفة ... أرفت به السّفن علجا غير مجنون
  قال أبو أحمد: وأنشدني ليحيى في سفيان بن عمرو وإلى اليمامة:
  لقد عصاني ابن عمرو إذ نصحت له ... ولو أطعت(٤) لما زلَّت به القدم
  لو كنت أنفخ في فحم لقد وقدت ... ناري ولكن رماد ماله حمم
  بخل مروان بن أبي حفصة ونوادر له في ذلك:
  وليحيى أشعار كثيرة؛ وإنما ذكرنا ها هنا منها ما ذكرنا لنعرف أعراق مروان في الشعر. وكان مروان أبخل الناس على يساره وكثرة ما أصابه من الخلفاء، لا سيّما من بني العبّاس، فإنه كان رسمهم أن يعطوه بكل بيت يمدحهم به ألف درهم.
(١) أبرز: اتخذ الأبريز وهو الذهب الخالص يريد باتخاذ الإبريز كثرة المال.
(٢) تربصه: تنتظره. والتبابين: جمع تبان، وهو سراويل صغير، فارسي معرب.
(٣) الأفحج: ذو الفحج، يقال رجل أفحج وامرأة فحجاء. والفحج هو تداني صدور القدمين وتباعد العقبين. والحنف: اعوجاج الرجل إلى الداخل. وأرفت السفينة: دنت من الشط. وغير مجنون: غير مغطى، من جنه الشيء إذا ستره يريد علجا لا شك فيه.
(٤) في الأصول: «أطقت» بالقاف وظاهر أنه مصحف عما أثبتناه.