كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي النجم ونسبه

صفحة 350 - الجزء 10

  نسخت من كتاب أحمد بن الحارث الخرّاز قال حدّثنا المدائنيّ قال:

  دخل أبو النّجم على هشام بن عبد الملك وقد أتت له سبعون سنة. فقال له هشام: ما رأيك في النساء؟

  قال: إنّي لأنظر إليهنّ شزرا⁣(⁣١) وينظرن إليّ خزرا. فوهب له جارية وقال له: اغد عليّ فأعلمني ما كان منك. فلما أصبح غدا عليه. فقال له: ما صنعت؟ فقال: ما صنعت شيئا ولا قدرت عليه، وقد قلت في ذلك أبياتا. ثم أنشده:

  نظرت فأعجبها الذي في درعها ... من حسنه ونظرت في سرباليا

  فرأت لها كفلا يميل بخصرها ... وعثا⁣(⁣٢) روادفه وأجثم⁣(⁣٣) جاثيا

  ورأيت منتشر العجان⁣(⁣٤) مقلَّصا ... رخوا مفاصله وجلدا باليا

  أدني له الرّكب⁣(⁣٥) الحليق كأنما ... أدني إليه عقاربا وأفاعيا

  إنّ النّدامة والسّدامة فاعلمن ... لو قد صبرتك للمواسي خاليا

  ما بال رأسك من ورائي طالعا ... أظننت أنّ حر الفتاة ورائيا

  فاذهب فإنّك ميّت لا ترتجى ... أبد الأبيد ولو عمرت لياليا

  / أنت الغرور إذا خبرت وربما ... كان الغرور لمن رجاه شافيا

  لكنّ أيري لا يرجّى نفعه ... حتى أعود أخا فتاء ناشيا

  فضحك هشام وأمر له بجائزة أخرى.

  حدث هشام بن عبد الملك عن نفسه فأضحكه:

  قال أبو عمرو الشّيبانيّ قال ابن كناسة:

  قال هشام بن عبد الملك لأبي النّجم: يا أبا النّجم حدّثني. قال: عنّي أو عن غيري؟ قال: لا بل عنك.

  قال: إنّي لمّا كبرت عرض لي البول، فوضعت عند رجلي شيئا أبول فيه. فقمت من الليل أبول، فخرج منّي صوت فتشدّدت، ثم عدت فخرج منّي صوت آخر، فأويت إلى فراشي، فقلت: يا أمّ الخيار هل / سمعت شيئا؟

  فقالت: لا واللَّه ولا واحدة منهما! فضحك. قال: وأمّ الخيار التي يعني بقوله:

  قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي ... عليّ ذنبا كلَّه لم أصنع

  وهي أرجوزة طويلة.

  ذكر فتاة في شعره فتزوجت:

  وقال أبو عمرو الشّيباني:


(١) الشزر: النظر بجانب العين في إعراض. والخزر: هو أن يكون الإنسان كأنه ينظر بمؤخر عينه. وتسكين الزاي في الخزر لغة.

(٢) الوعث: اللين.

(٣) الكناية هنا ظاهرة.

(٤) العجان: القضيب الممدود من الخصية إلى الدبر.

(٥) الركب: الفرج.