كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علية بنت المهدي ونسبها ونتف من أحاديثها

صفحة 356 - الجزء 10

  رهيمة المدنيّ. والغناء ليونس الكاتب، ولحنه من الثقيل الأوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، وهو من زيانب يونس المشهورات وقد ذكرته معها⁣(⁣١). والصحيح أنّ عليّة غنّت فيه لحنا من الثقيل الأوّل بالوسطى، حكى ذلك ابن المكيّ عن أبيه، وأخبرني به ذكاء عن القاسم بن زرزور.

  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني الحسين بن يحيى الكاتب أو الجماز⁣(⁣٢) قال حدّثني عبيد اللَّه بن العبّاس الرّبيعيّ قال:

  لمّا علم من عليّة أنها تكني عن رشأ بزينب قالت:

  صوت

  القلب مشتاق إلى ريب ... يا ربّ ما هذا من العيب

  قد تيّمت قلبي فلم أستطع ... إلَّا البكايا عالم الغيب

  خبأت في شعري اسم الذي ... أردته كالخبء في الجيب

  قال: وغنّت فيه لحنا من طريقه خفيف الرّمل الأوّل فصحّفت اسمها في ريب.

  هجت طغيان حين وشت بها إلى رشأ:

  قال: وكانت لأم جعفر جارية يقال لها طغيان، فوشت بعليّة إلى رشأ وحكت عنها ما لم تقل، فقالت عليّة:

  لطغيان خفّ مذ ثلاثين حجّة ... جديد فلا يبلى ولا يتخرّق

  وكيف بلى خفّ هو الدّهر كلَّه ... على قدميها في الهواء معلَّق

  فما خرقت خفّا ولم تبل جوربا ... وأمّا سراويلاتها فتمزّق

  شعرها حين امتنع رشأ عن شرب النبيذ:

  قال: وحلف رشأ ألَّا يشرب النبيذ سنة، فقالت:

  صوت

  قد ثبت⁣(⁣٣) الخاتم في خنصري ... إذ جاءني منك تجنّيك

  حرّمت شرب الراح إذ عفتها ... فلست في شيء أعاصيك

  فلو تطوّعت لعوّضتني ... منه رضاب الرّيق من فيك

  فيالها عندي من نعمة ... لست بها ما عشت أجزيك

  يا زينبا قد أرّقت مقلتي ... أمتعني اللَّه بحبّيك


(١) انظر الجزء الرابع من «الأغاني» من هذه الطبعة ص ٤٠٢ وما بعدها.

(٢) مر هذا الاسم في الجزء الخامس ص ٢٧٣ باسم «الحسين بن يحيى أبي الجمان» وفي الجزء السابع ص ٢٠٨ باسم «الحسين بن يحيى أبي الحمار».

(٣) الكناية هنا غير مفهومة وإن كان المعنى الإجمالي واضحا.