كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علية بنت المهدي ونسبها ونتف من أحاديثها

صفحة 357 - الجزء 10

  / غنّت فيه عليّة هزجا.

  غنى عقيد للمعتصم بشعر فسأل عنه فقال محمد بن إسماعيل إنه لها فغضب وأعرض عنه:

  أخبرني جحظة ومحمد بن يحيى قالا حدّثنا ميمون بن هارون قال حدّثني الحسن⁣(⁣١) بن إبراهيم بن رباح قال: قال لي محمد بن إسماعيل بن موسى الهادي:

  كنت عند المعتصم وعنده مخارق وعلَّويه ومحمد بن الحارث وعقيد، فتغنّى عقيد وكنت أضرب عليه:

  صوت

  نام عذّالي ولم أنم ... واشتفى الواشون من سقمي

  وإذا ما قلت بي ألم ... شكّ من أهواه في ألمي

  / فطرب المعتصم وقال: لمن هذا الشعر والغناء؟ فأمسكوا. فقلت: لعليّة، فأعرض عنّي، فعرفت غلطي وأنّ القوم أمسكوا عمدا، فقطع⁣(⁣٢) بي. وتبيّن حالي، فقال: لا ترع يا محمد؛ فإنّ نصيبك فيها مثل نصيبي.

  الغناء لعليّة خفيف رمل. وقد قال قوم: إنّ هذا اللحن للعبّاس بن أشرس الطَّنبوريّ مولى خزاعة، وإن الشعر لخالد الكاتب.

  غنى بنان للمنتصر بلحن لها في شعر الرشيد:

  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني أحمد بن يزيد قال حدّثني أبي قال:

  كنّا عند المنتصر، فغنّاه بنان لحنا من الرمل الثاني وهو خفيف الرمل:

  صوت

  يا ربّة المنزل بالبرك⁣(⁣٣) ... وربّة السلطان والملك

  تحرّجي باللَّه من قتلنا ... لسنا من الدّيلم والتّرك

  فضحكت. فقال لي: ممّ ضحكت؟ قلت: من شرف قائل هذا الشعر، وشرف من عمل اللَّحن فيه، وشرف مستمعه. قال: وما ذاك؟ قلت: الشعر فيه للرشيد، والغناء لعليّة بنت المهديّ. وأمير المؤمنين مستمعه. فأعجبه ذلك وما زال يستعيده.

  أخذت من إسحاق لحنا وغنته الرشيد ثم غناه هو للمأمون فعنفه:

  حدّثني إبراهيم بن محمد بن بركشة قال سمعت شيخا يحدّث أبي وأنا غلام فحفظت عنه ما حدّثه به ولم أعرف اسمه، قال حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصليّ قال:

  عملت في أيام الرّشيد لحنا وهو:


(١) في ب، س: «الحسين».

(٢) قطع بي: يريد سدّت عليّ مسالك القول.

(٣) البرك: علم على عدّة مواضع.