نسب زهير وأخباره
  فأصبح يجري فيهم من تلادكم ... مغانم شتّى من إفال(١) المرنّم
  ينجّمها(٢) قوم لقوم غرامة ... ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
  وذكر قيامهم في ذلك فقال:
  «صحا القلب عن سلمى وقد كاد(٣) لا يسلو»
  / وهي قصيدة يقول فيها:
  تداركتما الأحلاف(٤) قد ثلّ عرشها ... وذبيان قد زلَّت بأقدامها النّعل
  وهذه لهم شرف إلى الآن، ورجع فدخل بها، فولدت له بنين وبنات.
  مدح بقصيدته القافية هرما وأباه وإخوته:
  ومما مدح به هرما وأباه وإخوته وغنّي فيه قوله:
  صوت
  إنّ الخليط(٥) أجدّ البين فانفرقا ... وعلق القلب من أسماء ما علقا
  وأخلفتك ابنة البكريّ ما وعدت ... فأصبح الحبل منها واهنا(٦) خلقا
  قامت تبدّى بذي ضال لتحزنني ... ولا محالة أن يشتاق من عشقا
  بجيد مغزلة أدماء خاذلة ... من الظباء تراعي شادنا خرقا
  انفرق: انفعل، من الفرقة. وأجدّ وجدّ بمعنى واحد، من الجدّ خلاف اللعب. والواهن والواهي واحد.
  والحبل: السّبب في المودّة(٧). والضّال: السّدر الصّغار، واحدتها ضالة. والجيد: العنق. والمغزلة: الظبية التي لها غزال. والأدماء: البيضاء. والخاذلة: المقيمة على ولدها ولا تتبع الظباء. والشّادن: الذي قد شدن أي تحرّك ولم يقو بعد. والخرق: الدّهش.
  غنّى مالك في الأوّل والثاني من الأبيات خفيف رمل بالوسطى، وقيل إنه لابن جامع، وقيل بل لحن ابن
«أشأم من منشم» وفي «شرح الأعلم الشنتري» لديوان زهير.
(١) الإفال: جمع أفيل وهو الصغير من الإبل، والمزنم: اسم فحل معروف. والتلاد: المال القديم الموروث. وإنما خص الإفال لأنهم كانوا يغرمون في الدينة صغار الإبل. (عن الأعلم). ويروي هذا البيت في شرح «القاموس» (في مادة «زنم») هكذا):
فأصبح يحدي فيهم من تلادكم ... مغانم شتى من إفال مزنم
(٢) ينجمها قوم: أي تجعل نجوما أي أقساطا على غارمها. يريد أن هذين الساعيين حملا دماء من قتل وغرم فيها قوم من رهطهما على أنهم لم يصبوا ملء محجم من دم، أي أعطوا فيها ولم يقتلوا (عن الأعلم).
(٣) في أ، م: «كان».
(٤) الأحلاف: أسد وغطفان وطيء. وثل عرشها: أي أصابها ما كسرها وهدمها. وذبيان: قبيلة الممدوحين وهم من غطفان. وإنما فصلهم منهم لأن حصين بن ضمضم المري جنى عليهم الحرب وهو منهم لأن مرة من ذبيان. ويقال «زلت بأقدامها النعل» إذا وقعت القبيلة في حيرة وضلال. (عن الأعلم).
(٥) الخليط: المخالط، ويقال للجمع أيضا خليط.
(٦) في أ، م: «واهيا» بالياء المثناة.
(٧) في أ، م: «المحبة».