كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

كتاب الأغاني وثناء أهل العلم والأدب عليه

صفحة 26 - الجزء 1

  وقال ابن خلدون في «مقدّمته»: وقد ألَّف القاضي أبو الفرج الأصبهاني، وهو ما هو، «كتابه في الأغاني»، جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم وأيامهم ودولهم، وجعل مبناه على الغناء في مائة الصوت التي اختارها المغنون للرشيد، فاستوعب فيه ذلك أتم استيعاب وأوفاه. ولعمري إنه ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال، ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه، وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها، وأنّى له بها.

  نقد «كتاب الأغاني»

  قال ياقوت: وقد تأملت هذا الكتاب وعنيت به وطالعته مرارا وكتبت منه نسخة بخطي في عشر مجلدات، ونقلت منه إلى كتابي الموسوم «بأخبار الشعراء» فأكثرت، وجمعت تراجمه فوجدته يعد بشيء ولا يفي به في غير موضع منه؛ كقوله في أخبار أبي العتاهية: «وقد طالت أخباره ها هنا وسنذكر خبره مع عتب⁣(⁣١) في موضع آخر» ولم يفعل. وقال في موضع آخر: «أخبار أبي نواس مع جنان إذ كانت سائر أخباره قد تقدّمت⁣(⁣٢)» ولم يتقدّم شيء، إلى أشباه لذلك. والأصوات المائة هي تسعة وتسعون، وما أظنّ إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء أو يكون النسيان غلب عليه، واللَّه أعلم.

  «مختصرات كتاب الأغاني»

  اختصر «كتاب الأغاني» جماعة: منهم الوزير الحسين بن علي بن حسين أبو القاسم المعروف بابن المغربي المتوفى سنة ٤١٨ هـ.

  ومنهم القاضي⁣(⁣٣) جمال الدين محمد بن سالم المعروف بابن واصل الحموي المتوفى سنة ٦٩٧ هـ.

  ومنهم أبو القاسم عبد اللَّه المعروف بابن باقيا الكاتب الحلبي المتوفى سنة ٤٨٥ هـ. قال عنه ابن خلكان:

  واختصر «الأغاني» في مجلد واحد.

  ومنهم الأمير عز الملك محمد بن عبد اللَّه بن أحمد الحرّاني المسبّحي الكاتب المتوفى سنة ٤٢٠ هـ.

  ومنهم الإمام اللغوي جمال الدين محمد بن المكرم الأنصاري صاحب «لسان العرب» المتوفى سنة ٧١١ هـ «ومختاره» مرتب على حروف الهجاء سماه «مختار الأغاني في الأخبار والتهاني»⁣(⁣٤).


(١) الذي في «الأغاني»: «ولم أذكر ها هنا مع أخبار أبي العتاهية أخباره مع عتبة وهي من أعظم أخباره لأنها طويلة وفيها أغان كثيرة وقد طالت أخباره ها هنا فأفردتها» (جزء ٣ ص ١٨٣ طبعة بولاق).

(٢) الذي في «الأغاني» جزء ١٨ ص ٢: «إذا كانت أخباره قد أفردت خاصة».

(٣) وسمي كتابه «تجريد الأغاني من ذكر المثالث والمثاني». وقال في مقدمته إنه جرد الأغاني من ذكر الأصوات وما احتوت عليه من أنواع النغم والإيقاعات مما لا فائدة من ذكره كما جرده من الأسانيد والمكرّرات والأخبار والأشعار المشتركة، واقتصر فيه على غرر فوائده ودرر فوائده، وأضاف إليه فوائد أخرى تتعلق به وشرح بعض المستغلق من ألفاظه. ويوجد منه بدار الكتب المصرية الجزء الأوّل في ثلاثة مجلدات برقم ٥٠٧١ أدب مأخوذة بالتصوير الشمسي عن نسخة خطية محفوظة بمكتبة أيا صوفية بالآستانة برقم ١٤٠٠ مكتوبة بخط محمد بن محمد النصيبي كتبها بمحروسة حماة وفرغ من كتابتها سنة ٦٦٦ هـ وجعلها برسم خزانة السلطانة أبي الفتح محمود بن الملك المنصور محمد بن الملك المظفر أبي الفتح عمر بن شاهنشاه بن أيوب.

(٤) ويوجد منه بدار الكتب المصرية الجزء الثاني أوّله حرف الباء: وقعة بدر وينتهي إلى أثناء الكلام على ترجمة حمزة بن بيض الحنفي الشاعر من حرف الحاء، في ثلاثة مجلدات برقم ٤٦٤٦ أدب مأخوذة بالتصوير الشمسي من النسخة الخطية المحفوظة بمكتبة كوبريلي بالآستانة.