كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر لخبر عن السبب في اتصال الهجاء بين جرير والأخطل

صفحة 42 - الجزء 11

  وهي طويلة يقول فيها:

  فاخسأ إليك كليب إنّ مجاشعا ... وأبا الفوارس نهشلا أخوان

  سبقوا أباك بكلّ أعلى⁣(⁣١) تلعة ... في المجد عند مواقف الرّكبان

  قوم إذا خطرت عليك قرومهم ... ألقتك بين كلاكل وجران⁣(⁣٢)

  وإذا وضعت أباك في ميزانهم ... رجحوا وشال أبوك في الميزان⁣(⁣٣)

  / وقال جرير يردّ حكومة الأخطل:

  لمن الدّيار ببرقة الرّوحان⁣(⁣٤) ... إذ لا نبيع زماننا بزمان

  وهي طويلة يقول فيها:

  يا ذا الغباوة⁣(⁣٥) إنّ بشرا قد قضى ... ألَّا تجوز حكومة النّشوان⁣(⁣٦)

  فدعوا الحكومة لستم من أهلها ... إنّ الحكومة في بني شيبان

  قتلوا كليبكم بلقحة جارهم ... يا خزر تغلب لستم بهجان⁣(⁣٧)

  قصيدة للأخطل وشرح بعض كلماتها:

  ومما غنيّ فيه من نقائض جرير والأخطل:

  صوت

  أناخوا فجرّوا شاصيات كأنّها ... رجال من السّودان لم يتسربلوا

  فقلت اصبحوني⁣(⁣٨) لا أبا لأبيكم ... وما وضعوا الأثقال إلَّا ليفعلوا

  تمرّ بها الأيدي سنيحا وبارحا ... وترفع⁣(⁣٩) باللَّهمّ حيّ وتنزل

  الشاصيات: الشائلات القوائم من امتلائها. وعنى بالشاصيات ها هنا الزّقاق، لأنها إذا امتلأت شالت أكارعها؛


(١) في «الديوان»: «مجمع تلعة».

(٢) القرم (بالفتح): الفحل من الإبل، ويستعمل في السيد المعظم من الرجال على التشبيه. والكلاكل: الصدور. والجران: باطن عنق البعير أو مقدمة من مذبحه إلى منحره.

(٣) شولان الميزان (بالتحريك): ارتفاع إحدى كفتيه؛ ويستعمل في المفاخرة على التمثيل؛ يقال: فاخرت فلانا فشال ميزانه أو شال في ميزانه، أي فخرته وغلبته.

(٤) برقة الروحان: روضة باليمامة. وفي «الأصول» هنا: «ببرقة الريحان» والتصويب من «الأغاني» (ج ٥ ص ١٨٦ من هذه الطبعة) و «النقائض» و «معجم البلدان» لياقوت.

(٥) كذا في «كل الأصول» هنا. وقد أثبت في الجزء الثامن: «ياذ العباءة». (راجع فيه الحاشية رقم ٥ ص ١٧).

(٦) في «الأصول»: «النسوان» بالسين المهملة وهو تصحيف.

(٧) اللقحة: الناقة الحلوب. والخزر (بالضم): جمع أخزره والخزر: صغر العين وضيقها. والهجان: البيض الكرام. يشير في هذا البيت إلى مقتل كليب بن ربيعة وسببه.

(٨) صبحه: سقاه الصبوح وهو الشراب بالغداة. والأثقال: الأمتعة، واحدها ثقل (بالتحريك).

(٩) في «بعض الأصول»: «وترفعها باللم» وهو تحريف. يعني أنه يسمى عليها بذكر اللَّه في رفعها وإنزالها. ويروى: «وتوضع ... وتحمل».