ذكر لخبر عن السبب في اتصال الهجاء بين جرير والأخطل
  وهي طويلة يقول فيها:
  فاخسأ إليك كليب إنّ مجاشعا ... وأبا الفوارس نهشلا أخوان
  سبقوا أباك بكلّ أعلى(١) تلعة ... في المجد عند مواقف الرّكبان
  قوم إذا خطرت عليك قرومهم ... ألقتك بين كلاكل وجران(٢)
  وإذا وضعت أباك في ميزانهم ... رجحوا وشال أبوك في الميزان(٣)
  / وقال جرير يردّ حكومة الأخطل:
  لمن الدّيار ببرقة الرّوحان(٤) ... إذ لا نبيع زماننا بزمان
  وهي طويلة يقول فيها:
  يا ذا الغباوة(٥) إنّ بشرا قد قضى ... ألَّا تجوز حكومة النّشوان(٦)
  فدعوا الحكومة لستم من أهلها ... إنّ الحكومة في بني شيبان
  قتلوا كليبكم بلقحة جارهم ... يا خزر تغلب لستم بهجان(٧)
  قصيدة للأخطل وشرح بعض كلماتها:
  ومما غنيّ فيه من نقائض جرير والأخطل:
  صوت
  أناخوا فجرّوا شاصيات كأنّها ... رجال من السّودان لم يتسربلوا
  فقلت اصبحوني(٨) لا أبا لأبيكم ... وما وضعوا الأثقال إلَّا ليفعلوا
  تمرّ بها الأيدي سنيحا وبارحا ... وترفع(٩) باللَّهمّ حيّ وتنزل
  الشاصيات: الشائلات القوائم من امتلائها. وعنى بالشاصيات ها هنا الزّقاق، لأنها إذا امتلأت شالت أكارعها؛
(١) في «الديوان»: «مجمع تلعة».
(٢) القرم (بالفتح): الفحل من الإبل، ويستعمل في السيد المعظم من الرجال على التشبيه. والكلاكل: الصدور. والجران: باطن عنق البعير أو مقدمة من مذبحه إلى منحره.
(٣) شولان الميزان (بالتحريك): ارتفاع إحدى كفتيه؛ ويستعمل في المفاخرة على التمثيل؛ يقال: فاخرت فلانا فشال ميزانه أو شال في ميزانه، أي فخرته وغلبته.
(٤) برقة الروحان: روضة باليمامة. وفي «الأصول» هنا: «ببرقة الريحان» والتصويب من «الأغاني» (ج ٥ ص ١٨٦ من هذه الطبعة) و «النقائض» و «معجم البلدان» لياقوت.
(٥) كذا في «كل الأصول» هنا. وقد أثبت في الجزء الثامن: «ياذ العباءة». (راجع فيه الحاشية رقم ٥ ص ١٧).
(٦) في «الأصول»: «النسوان» بالسين المهملة وهو تصحيف.
(٧) اللقحة: الناقة الحلوب. والخزر (بالضم): جمع أخزره والخزر: صغر العين وضيقها. والهجان: البيض الكرام. يشير في هذا البيت إلى مقتل كليب بن ربيعة وسببه.
(٨) صبحه: سقاه الصبوح وهو الشراب بالغداة. والأثقال: الأمتعة، واحدها ثقل (بالتحريك).
(٩) في «بعض الأصول»: «وترفعها باللم» وهو تحريف. يعني أنه يسمى عليها بذكر اللَّه في رفعها وإنزالها. ويروى: «وتوضع ... وتحمل».