ذكر لخبر عن السبب في اتصال الهجاء بين جرير والأخطل
  يقال) شصا برجله إذا رفعها، وشصا ببصره إذا شخص؛ قال الراجز يصف الشاخص.
  /
  وبقر خماص(١) ... ينظرن من خصاص(٢)
  بأعين شواصي ... كفلق(٣) الرّصاص
  والسانح والسنيح: ما جاء عن يمينك يريد شمالك. والبارح: ما جاء عن شمالك يريد يمينك. والجابه: ما جاء من أمامك مواجها لك. والقعيد والخفيف: ما جاء من ورائك. شبّه دور الكأس واختلافها بينهم بالسوانح والبوارح.
  الشعر للأخطل. والغناء لمالك، فيه لحنان كلاهما له، أحدهما رمل بالبنصر في مجراها في الأبيات الثلاثة على الولاء من رواية إسحاق، والآخر خفيف رمل بالوسطى في الثالث ثم الأوّل والثاني عن عمرو. وذكر عمرو أنّ الرمل أيضا لابن سريج وأنه بالوسطى. وفيه بالبنصر في الأول والثاني عنالهشاميّ وعمرو. وفيه لابن محرز خفيف ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو والهشاميّ.
  ومنها:
  صوت
  خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا ... وأزعجتهم نوّى في صرفها غير
  كأنّني شارب يوم استبدّ بهم ... من قرقف ضمّنتها حمص(٤) أو جدر
  جادت بها ذوات القار مترعة ... كلفاء ينحتّ من خرطومها المدر
  يا قاتل اللَّه وصل الغانيات إذا ... أيقنّ أنّك ممن قد زها الكبر
  أعرضن لمّا حنى قوسي موتّرها ... وابيضّ بعد سواد اللَّمّة الشّعر
  / استبدّ بهم أي علي(٥) عليهم. والقرقف: التي تأخذ شاربها رعدة لشدّتها. والكلفاء: الخابية في لونها كلف(٦).
  وقوله «زها الكبر» يعني استخفّه وأضعفه؛ يقال: زهاه وازدهاه. وقال أبو عبيدة: الأصل في زهاه رفعه؛ فكأنه أراد أنه رفعه في علوّ سنّه عما يردن منه. واللَّمّة: الشعر المجتمع.
  الشعر للأخطل يمدح عبد الملك بن مروان ويجهو قيسا وبني كليب ويقول فيها:
  أمّا كليب بن يربوع فليس لها ... عند التفاخر(٧) إيراد ولا صدر
  مخلَّفون ويقضي الناس أمرهم ... وهم بغيب وفي عمياء ما شعروا
(١) خماص: ضامرات البطون، الواحد خمصان (بفتح الخاء وضمها) للمذكر، وخمصانة للمؤنث.
(٢) الخصاص: الخروق، واحدها خصاصة.
(٣) في «الأصول»: «تعلق بالرصاص». والتصويب من «لسان العرب» (مادة شصا). وفيه زيادة عما هنا، هي:
يا رب مهر شاص
وموضعه في أول الرجز.
(٤) حمص: مدينة مشهورة بالشام بين دمشق وحلب في نصف الطريق. وجدر: قرية بين حمص وسلمية تنسب إليها الخمر.
(٥) في «الأصول»: «علا عليهم» وهو تحريف. يعني أنهم غلبوا على أمرهم.
(٦) الكلف: حمرة كدرة، أو هو لون بين السواد والحمرة.
(٧) في «الديوان»: «عند التفارط»: والتفارط التقدم في طلب الماء.