مقتل زهير بن جذيمة العبسي
  أديروني إدارتكم(١) فإنّي ... وحذفة كالشّجا تحت الوريد
  مقرّبة أسوّيها بجزء(٢) ... وألحفها ردائي في الجليد
  وأوصي الرّاعيين ليؤثرها ... لها لبن الخليّة(٣) والصّعود
  تراها في الغزاة وهنّ شعث ... كقلب(٤) العاج في الرّسغ الجديد
  يبيت رباطها بالليل كفّي ... على عود الحشيش وغير عود
  لعل اللَّه(٥) يمكنني(٦) عليها ... جهارا من زهير أو أسيد
  فإمّا تثقفوني فاقتلوني ... فمن أثقف فليس إلى خلود
  / وقيس في المعارك غادرته ... قناتي في فوارس كالأسود
  ويربوع بن غيظ يوم ساق ... تركناهم كجارية وبيد(٧)
  تركت بها نساء بني عصيم ... أرامل ما تحنّ إلى(٨) وليد
  يلذن بحارث جزعا عليه ... يقلن لحارث لولا تسود(٩)
  ومنّي بالظَّويلم قارعات ... تبيد المخزيات ولا تبيد
  / وحكَّت بركها(١٠) ببني جحاش ... وقد أجروا إليها من بعيد
  تركت ابني جذيمة في مكرّ ... ونصرا قد تركت لها شهودي
  وصف مقتله وما كان قبله من حوادث:
  قال أبو عبيدة وحدّثني أبو سرّار الغنويّ قال: كان زهير رجلا عدوسا(١١)، فانتقل من قومه ببنيه وبني أخويه
(١) في كتاب «نسب الخيل» و «أمالي السيد المرتضى» و «خزانة الأدب»: «أريغوني إراغنكم». والإراغة: الطلب. يقول: افعلوا ما شئتم فإني وفرسي غصة في حلوق الأعداء.
(٢) في «الأصول»: «بخز» والتصويب من كتاب «نسب الخيل». وجزء: اسم ابن له، وبه كان يكنى.
(٣) الخلية: الناقة تنتج وهي غزيرة، فيجر ولدها من تحتها فيجعل تحت أخرى وتخلى هي للحلب. ولأهل اللغة في معنى الخلية أقوال أخرى غير هذا. والصعود: الناقة التي تخدج (تسقط) ولدها لغير تمام، فتعطف على ولد عام أوّل أو ولد غيرها فتدرّ عليه.
(٤) القلب: السوار. والجديد: صفة للقلب.
(٥) روى بجر اللَّه؛ واستشهد بهذا البيت النحويون على أن «لعل» قد يجربها.
(٦) كذا في كتاب «نسب الخيال» و «أمالي السيد المرتضى» و «خزانة الأدب». وفي «الأصول»: «يفردني». ولعله محرف عن «يقدرني» كما ورد في «خزانة الأدب» في رواية أخرى.
(٧) كذا في «الأصول». ولعل صوابها: «كجارية وئيد». والجارية الوئيد: الفتاة التي تدفن حية، ويكون المعنى أنهم صيروا يربوع بن غيظ قتلى كالفتاة الوئيد. وقد ورد بعض أبيات من هذه القصيدة فيما يأتي (ص ٩٤ من هذا الجزء) وفي روايتها هناك اختلاف عن روايتها هنا.
(٨) الرواية فيما سيأتي «يشتكين» وهي الأنسب بالمقام، كما يفهم من سياق الكلام هناك.
(٩) في هذا البيت والذي بعده إقواء.
(١٠) البرك: الصدر. يريد: نزلت بهم.
(١١) عدوس: قوى على سير الليل.