كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

مقتل زهير بن جذيمة العبسي

صفحة 61 - الجزء 11

  أنشدني أبو سرّار⁣(⁣١) فيها:

  لعمري لقد بشّرت بي إذ ولدتني ... فماذا الذي ردّت عليك البشائر

  شعر لخالد بن جعفر يمنّ على هوازن بقتله زهير:

  وقال خالد بن جعفر يمنّ على هوازن بقتله زهيرا ويصدق الحديث - قال أبو عبيدة أنشدنيه مالك بن عامر بن عبد اللَّه بن بشر بن عامر ملاعب الأسنّة -:

  /

  بل كيف تكفرني هوازن بعد ما ... أعتقهم فتوالدوا أحرارا

  وقتلت ربّهم زهيرا بعد ما ... جدع الأنوف وأكثر الأوتارا⁣(⁣٢)

  وجعلت حزن بلادهم وجبالهم ... أرضا فضاء سهلة وعشارا

  وجعلت مهر بناتهم ودمائهم ... عقل الملوك هجائنا أبكارا⁣(⁣٣)

  قال أبو عبيدة: ألا ترى أنه ذكر في شعره أنّ زهيرا كان ربّهم وقد كان جدعهم، وأنه قتله من أجلهم لا من أجل غنيّ، وأن غنيّا ليسوا من ذلك⁣(⁣٤) في ذكر ولا لهم فيه معنى.

  شعر لورقاء بن زهير:

  قال: وقال ورقاء بن زهير:

  أمّا كلاب فإنّا نسالمها ... حتى يسالم ذئب الثّلَّة⁣(⁣٥) الرّاعي

  بنو جذيمة حاموا حول سيّدهم ... إلَّا أسيدا نجا إذ ثوب الداعي

  شعر للفرزدق ينعي فيه على بني عبس ضربة ورقاء خالدا:

  قال: ثم نعى الفرزدق على بني عبس ضربة ورقاء خالدا، واعتذر بها إلى سليمان بن عبد الملك فقال:

  إن يك سيف خان أو قدر أبى⁣(⁣٦) ... لتأخير نفس حتفها غير شاهد

  فسيف بني عبس وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد

  كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها ... وتقطع أحيانا مناط القلائد

  ولو شئت قدّ السيف ما بين عنقه ... إلى علق تحت الشّراسيف⁣(⁣٧) جامد


(١) في «جميع الأصول» هنا: «أبو يسار». وقد ورد هذا الاسم في هذه القصة أكثر من مرة كما وضعناه.

(٢) كذا في «ج» وكتاب «الكامل» لابن الأثير. وفي «أكثر الأصول»: «وأكثر الأوزارا».

(٣) في كتاب «الكامل» لابن الأثير: «وبكارا».

(٤) في «الأصول»: «وأن غنيا ليس ...».

(٥) الثلة (بالفتح): الجماعة من الغنم، أما الثلة (بالضم) فالجماعة من الناس.

(٦) كذا في «ج» و «النقائض» (ص ٣٨٤) وفيه الخرم، وهو حذف الحرف المتحرك من أول البيت، ويقع في أوّل القصيدة. وفي «سائر الأصول»:

فإن يك سيف خان أو قدر أتى

(٧) العلق: الدم ما كان، وقيل هو الدم الجامد الغليظ. والشراسيف: أطراف الأضلاع، واحدها شرسوف.