ذكر مقتل خالد بن جعفر بن كلاب
  قد كان بيتي فيكم بالعلاء فقد ... أحللت بيتي بين السّيل والنار
  مهما أخفك على شيء تجيء به ... فلم أخفك على أمثالها حار
  ولم أخفك على ليث لن تخاتله(١) ... عبل الذّراعين للأقران هصّار
  وقد علمت بأنّي لن ينجّيني ... مما فعلت سوى الإقرار بالعار
  فقد عدوت على النّعمان ظالمة ... في قتل طفل كمثل البدر ومعطار(٢)
  فاعلم بأنّك منه غير منفلت ... وقد عدوت على ضرغامة شاري(٣)
  شعر للحارث في قتله ابن النعمان:
  وقال الحارث بن ظالم في ذلك:
  قفا فاسمعا أخبركما إذ سألتما ... محارب(٤) مولاه، وثكلان نادم
  حسبت أبا قابوس أنّك سابقي(٥) ... ولمّا تذق فتكي وأنفك راغم
  أخصي حمار بات يكدم نحمة(٦) ... أتؤكل جاراتي وجارك سالم
  تمنّيته جهرا على غير ريبة ... أحاديث(٧) طسم، إنما أنت حالم
  فإن تك أذوادا(٨) أصبت(٩) ونسوة ... فهذا ابن سلمى أمره(١٠) متفاقم
(١) في «الأصول»: «تختله» وهو تحريف. وتخاتله: تخادعه.
(٢) معطار: يتعهد بالطيب ويكثر له منه. وهذا كناية عن أنه نعمة وترف.
(٣) الضرغامة: الأسد، والرجل الشجاع، فإما أن يكون على تشبيهه بالأسد أو أن ذلك أصل فيه. شاري: وصف من شري يشري (وزان فرح) إذا غضب ولج في الأمر.
(٤) شرح المؤلف هذا البيت فيما سيأتي (صفحة ١٠٨).
(٥) سيأتي في «الأصول» ص ١٠٨: ... فائت. ولما تذق ثكلا». وفي «ديوان المفضليات»:
... سالم. ولما تصب ذلا». وفي «الكامل» لابن الأثير: ... مخفري. ولما تذق ثكلا». وهذا البيت يرجح أن يكون الملك الذي قتل الحارث ابنه وقتل خالد بن جعفر في جواره هو النعمان بن المنذر؛ فإن «أبا قابوس» كنية له. لكن الأصمعي قال عن هذا البيت إنه ليس من القصيدة؛ لأن المقتول ابن عمرو بن الحارث جدّ النعمان الذي كان يكنى أبا قابوس، والمقتول الغلام عم أبي قابوس.
(عن شرح ابن الأنباري ل «ديوان المفضليات» صفحة ٦١٦ طبع مطبعة الآباء اليسوعيين ببيروت سنة ١٩٢٠ م). ويلاحظ أن كلام الأصمعي هذا لا يتفق مع ما ورد في شعر الحارث الذي رواه صاحب «الأغاني» في هذا المقام من توجيه الخطاب إلى «النعمان».
(وراجع الحاشية ٣ صفحة ٩٥ من هذا الجزء).
(٦) يكدم: يعض بأدنى الفم. والنجم من النبات ما لا ساق له، والشجر ما له ساق طال أو قصر. ونجمة هنا: واحدة النجم وهو ضرب من النبت يقال له الثيل. شبهه بخصي الحمار لتحقيره وتصغيره، أو أنه مشنج الوجه متغضنه كخصي الحمار إذا كدم نجمة، وذلك لصلابتها. (راجع شرح «ديوان المفضليات»).
(٧) في «ج»: «أحادث طسم». وفي «سائر الأصول»: «أحارث ظلما» وهو تحريف. وأحاديث طسم: يقال لما لا أصل له. تقول لمن يخبرك بما لا أصل له: «أحاديث طسم وأحلامها». وطسم: إحدى قبائل العرب البائدة.
(٨) الذود: القطيع من الإبل الثلاث إلى التسع أو ما بين الثلاث إلى العشر، وفيه أقوال أخرى. ولا يكون إلا من الإناث.
(٩) كذا في «أ، م» و «الكامل» لابن الأثير. وفي «سائر الأصول»:
فإن تك أذواد أصبن ونسوه
(١٠) كذا في «كل الأصول» هنا. وفي «أ، م» فيما يأتي (صفحة ١٠٨): «رأسه» وهي رواية «المفضليات» و «الكامل» لابن الأثير.