كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر رحرحان الثاني

صفحة 88 - الجزء 11

  لقيط وأنت امرؤ ماجد ... ولكنّ حلمك لا يهتدي

  / ولمّا أمنت وساغ الشّرا ... ب واحتلّ بيتك في ثهمد⁣(⁣١)

  رفعت برجليك فوق الفرا ... ش تهدي القصائد في معبد

  وأسلمته عند جدّ القتال ... وتبخل بالمال أن تفتدي⁣(⁣٢)

  شعر لعوف بن عطية يعير لقيطا:

  وقال في ذلك عوف بن عطيّة بن الخرع⁣(⁣٣) التّيميّ يعيّر بن زرارة:

  هلَّا فوارس رحرحان هجوتهم ... عشرا تناوح في سرارة واد⁣(⁣٤)

  لا تأكل الإبل الغراث نباته ... ما إن يقوم عماده بعماد⁣(⁣٥)

  هلَّا كررت على أخيّك⁣(⁣٦) معبد ... والعامريّ يقوده بصفاد

  وذكرت من لبن المحلَّق شربة ... والخيل تعدو بالصّفاح بداد

  - بداد⁣(⁣٧): متفرقة. والصّفاح: موضع. والمحلَّق: موسومة بحلق على وجوهها. يقول ذكرت / لبنها، يعني إبله -

  لو كنت إذ لا تستطيع⁣(⁣٨) فديته ... بهجان أدم طارف وتلاد

  / لكن تركته في عميق قعرها ... جزرا لخامعة⁣(⁣٩) وطير عواد

  لو كنت مستحيا⁣(⁣١٠) لعرضك مرّة ... قاتلت أو لفديت بالأذواد⁣(⁣١١)

  وفيها يقول نابغة بني جعدة:


(١) ثهمد: جبل أحمر فارد بديار غنيّ.

(٢) في «الأصول»: «يفتدي» بالمثناة من تحت. والتصويب من «النقائض».

(٣) في «الأصول»: «الجزع» بجيم وزاي معجمة وهو تصحيف.

(٤) العشر: من العضاة، وهو من كبار الشجر وله صمغ حلو، وهو عريض الورق، ينبت صعدا في السماء. وتناوح: تتقابل. وسرارة الوادي: وسطه وهي أفضل موضع فيه. يهجو فوارس رحرحان وهم قوم لقيط بن زرارة بأنهم لهم مظهر وليس لهم مخبر مثل عشر سرارة الوادي.

(٥) أي هو أضعف العماد. والغراث: الجياع. يصف في هذا البيت الشجر الذي ذكره بأنه كريه وضعيف. ويروى: «إذ لا يقوم» و «أو لا يقوم». («النقائض» صفحة ٢٢٨).

(٦) كررت: رجعت. ويروى: «على ابن أمك». قال أبو عبيدة: «وليست أمهما واحدة ولكن لهما أمهات تجمعهما فوق ذلك».

(٧) كلمة «بداد» مبنية على الكسر.

(٨) كذا في «ج» و «النقائض». وفي «سائر الأصول»: «يستطيع» بياء مثناة من تحت.

(٩) الخامعة: الضبع، لأنها تخمع (تعرج) إذا مشت. ورواية «النقائض» و «خزانة الأدب»: «لجيألة». وجيألة (ومثلها جيأل): اسم علم للضيع.

(١٠) مستحيا: مستبقيا، وهو وصف من «استحى» لغة في «استحيا».

(١١) الذود: القطيع من الإبل، ولا يكون إلا من الإناث. واختلف في مقدار الذود، فقيل من ثلاث إلى تسع، وقيل من ثلاث إلى خمس عشرة، وقيل فيه غير ذلك.