خبر رحرحان الثاني
  لقيط وأنت امرؤ ماجد ... ولكنّ حلمك لا يهتدي
  / ولمّا أمنت وساغ الشّرا ... ب واحتلّ بيتك في ثهمد(١)
  رفعت برجليك فوق الفرا ... ش تهدي القصائد في معبد
  وأسلمته عند جدّ القتال ... وتبخل بالمال أن تفتدي(٢)
  شعر لعوف بن عطية يعير لقيطا:
  وقال في ذلك عوف بن عطيّة بن الخرع(٣) التّيميّ يعيّر بن زرارة:
  هلَّا فوارس رحرحان هجوتهم ... عشرا تناوح في سرارة واد(٤)
  لا تأكل الإبل الغراث نباته ... ما إن يقوم عماده بعماد(٥)
  هلَّا كررت على أخيّك(٦) معبد ... والعامريّ يقوده بصفاد
  وذكرت من لبن المحلَّق شربة ... والخيل تعدو بالصّفاح بداد
  - بداد(٧): متفرقة. والصّفاح: موضع. والمحلَّق: موسومة بحلق على وجوهها. يقول ذكرت / لبنها، يعني إبله -
  لو كنت إذ لا تستطيع(٨) فديته ... بهجان أدم طارف وتلاد
  / لكن تركته في عميق قعرها ... جزرا لخامعة(٩) وطير عواد
  لو كنت مستحيا(١٠) لعرضك مرّة ... قاتلت أو لفديت بالأذواد(١١)
  وفيها يقول نابغة بني جعدة:
(١) ثهمد: جبل أحمر فارد بديار غنيّ.
(٢) في «الأصول»: «يفتدي» بالمثناة من تحت. والتصويب من «النقائض».
(٣) في «الأصول»: «الجزع» بجيم وزاي معجمة وهو تصحيف.
(٤) العشر: من العضاة، وهو من كبار الشجر وله صمغ حلو، وهو عريض الورق، ينبت صعدا في السماء. وتناوح: تتقابل. وسرارة الوادي: وسطه وهي أفضل موضع فيه. يهجو فوارس رحرحان وهم قوم لقيط بن زرارة بأنهم لهم مظهر وليس لهم مخبر مثل عشر سرارة الوادي.
(٥) أي هو أضعف العماد. والغراث: الجياع. يصف في هذا البيت الشجر الذي ذكره بأنه كريه وضعيف. ويروى: «إذ لا يقوم» و «أو لا يقوم». («النقائض» صفحة ٢٢٨).
(٦) كررت: رجعت. ويروى: «على ابن أمك». قال أبو عبيدة: «وليست أمهما واحدة ولكن لهما أمهات تجمعهما فوق ذلك».
(٧) كلمة «بداد» مبنية على الكسر.
(٨) كذا في «ج» و «النقائض». وفي «سائر الأصول»: «يستطيع» بياء مثناة من تحت.
(٩) الخامعة: الضبع، لأنها تخمع (تعرج) إذا مشت. ورواية «النقائض» و «خزانة الأدب»: «لجيألة». وجيألة (ومثلها جيأل): اسم علم للضيع.
(١٠) مستحيا: مستبقيا، وهو وصف من «استحى» لغة في «استحيا».
(١١) الذود: القطيع من الإبل، ولا يكون إلا من الإناث. واختلف في مقدار الذود، فقيل من ثلاث إلى تسع، وقيل من ثلاث إلى خمس عشرة، وقيل فيه غير ذلك.