كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يوم شعب جبله

صفحة 106 - الجزء 11

  يزيد بن عمرو خير من شدّ ناقة ... بأقتادها⁣(⁣١) إذا الرياح تصرصر

  / تداعت بنو بكر عليّ كأنما ... تداعت عليّ بالأحزّة⁣(⁣٢) بربر

  تداعوا⁣(⁣٣) عليّ أن رأوني بخلوة ... وأنتم بأحدان⁣(⁣٤) الفوارس أبصر

  / ويروى «بوحدان». فركب يزيد حتى أخذ الإبل من بني أبي بكر فردّها إليه. فطرقه البكريّون فسقوه الخمر حتى سكر، ثم سألوه الإبل فأعطاهم إيّاها. فلمّا أصبح ندم، فخرج إلى يزيد فوجد الخبر قد جاءه. فقال له يزيد: أصاح أنت أم سكران؟! فانصرف فاطَّرد إبلا من إبل بني جعفر فذهب بها وأنشأ يقول:

  أجنّ بليلى⁣(⁣٥) قلبه أم تذكَّرا ... منازل منها حول قرّى ومحضرا

  تخرّ⁣(⁣٦) الهدال فوق خيمات أهلها ... ويرسون حسّا بالعقال⁣(⁣٧) مؤطَّرا

  - الحسّ: الفرس الخفيفة. والمؤطَّر: المعطوف -

  سآبى وأستغني كما قد أمرتني ... وأصرف عنك العسر لست بأفقرا

  وإنّ سليما والحجاز مكانها ... متى آتهم أجد لبيتي مهجرا

  - المهجر: الموضع الصالح؛ يقال: هذا أهجر من هذا إذا كان أجود [منه] وأصلح -

  يفرّج عنّي حدّهم⁣(⁣٨) وعديدهم ... وأسرج لبدي خارجيّا مصدّرا⁣(⁣٩)

  قصرت عليه الحالبين فجوده⁣(⁣١٠) ... إذا ما عدا بلّ الحزام وأمطرا

  - الحالبين: الراعيين. يقول احتبستهما -

  فخذ إبلا إنّ العتاب⁣(⁣١١) كما ترى ... على خذم⁣(⁣١٢) ثم ارم للنصر جعفرا


(١) الأقتاد: جمع قتد (بالتحريك وبالكسر) وهو خشب الرحل أو كل أداة الرحل. وفي «ب، س»: «أو أقتادها» وهو تحريف.

(٢) كذا في «النقائض». والأحزة: جمع حزيز، وهو ما غلظ من الأرض وانقاد. وفي «ج»: «بالأخرة» (بالخاء المعجمة والراء المهملة) جمع خرير، وهو المكان المنهبط بين الربوتين ينقاد، وفي «سائر الأصول»: «بالأخيرة» وهو تحريف: وبربر: جيل من الناس.

(٣) كذا في «النقائض». وفي «الأصول»: «تداعت» والتناسب بين الضمائر في البيت أولى.

(٤) كذا في «ح» والنقائض. ووردت هذه الكلمة محرفة في» سائر الأصول. وأحدان: جمع واحد كراكب وركبان؛ يقال فيه وحدان على الأصل، وأحدان بقلب الواو همزة.

(٥) في «الأصول»: «أحن بليل» والتصويب من «النقائض» و «معجم البلدان» في كلامه على «محضر». وقرى ومحضر: موضعان.

(٦) في «أكثر الأصول»: «تحن الهزال». وفي «ج»: «تحن الهدال». وما أثبتناه عن «النقائض». والهدال هنا ضربت من الشجر يكون بالحجاز له ورق عراض، أو هو ما تدلي من الأغصان.

(٧) في «الأصول»: «بالفعال» والتصويب من «النقائض».

(٨) كذا في «النقائض». والحدّ هنا الشوكة والقوّة. وفي «الأصول»: «عدهم».

(٩) المصدّر من الخيل: السابق.

(١٠) المراد بالجود هنا العرق.

(١١) كذا في «الأصول» و «النقائض»!.

(١٢) الخذم (بالتحريك): السرعة في السير. وفي «النقائض»: «ادع» بدل «ارم».