كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يوم شعب جبله

صفحة 109 - الجزء 11

  وظللّ ثلاثا يسأل الحيّ ما يرى ... يؤامرهم⁣(⁣١) فيناله أملان

  فإن كنت هذا الدهر لا بدّ شاكرا ... فلا تثقن بالشكر في غطفان⁣(⁣٢)

  تاريخ يوم جبلة:

  قال: وكان جبلة قبل الإسلام بتسع⁣(⁣٣) وخمسين سنة قبل مولد النبيّ (⁣٤) بتسع عشرة سنة. وولد النبيّ عام الفيل، ثم أوحى اللَّه إليه بعد أربعين سنة، وقبض وهو ابن ثلاث وستّين سنة، وقدم عليه عامر بن الطَّفيل في السنة التي قبض فيها ، قال: وهو ابن ثمانين سنة.

  ما قيل في هذا اليوم من الشعر:

  وقال المعقّر بن أوس بن حمار البارقيّ حليف بني نمير بن عامر:

  أمن آل شعثاء⁣(⁣٤) الحمول البواكر ... مع اللَّيل أم⁣(⁣٥) زالت قبيل الأباعر⁣(⁣٦)

  وحلت سليمى في هضاب وأيكة ... فليس عليها يوم ذلك قادر

  وألقت عصاها واستقرّت بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر

  / وصبّحها أملاكها بكتيبة ... عليها إذا أمست من اللَّه ناظر

  / معاوية بن الجون ذبيان حوله ... وحسّان في جمع الرّباب مكاثر

  فمرّوا بأطناب⁣(⁣٧) البيوت فردّهم ... رجال بأطراف الرماح مساعر⁣(⁣٨)

  وقد جمعوا جمعا كأن زهاءه ... جراد هوى في هبوة⁣(⁣٩) متطاير

  فباتوا لنا ضيفا وبتنا بنعمة ... لنا مسمعات بالدّفوف وسامر

  ولم نقرهم⁣(⁣١٠) شيئا ولكنّ قصدهم ... صبوح لدينا مطلع الشّمس حازر


= اللبن. والحازر: الحامض. والمذق: اللبن المخلوط بالماء. يقال: مذقت اللبن أمذقه مذقا من باب نصر) إذا خلطته بالماء، فاللبن ممذوق ومذيق ومذق (بفتح فكسر) الأخيرة على النسب.

(١) يؤامرهم: يشاورهم.

(٢) كذا ورد هذا البيت في «الأصول». وروايته في «النقائض»:

فإن كنت هذا الدهر لا بدّ منعما ... فلا تبغين الشكر في غطفان

والمعنى على هذه الرواية واضح؛ إذ هو يقول: إن كنت لا بدّ منعما في دهرك على أحد فلا تنعم على أحد من غطفان؛ فإنهم قوم يكفرون النعمة ويجحدون الصنيع. وظاهر أن الغموض في «رواية الأصل» يرجع إلى تحريف فيها.

(٣) في «النقائض»: «بسبع».

(٤) في «ب، س»: «آل شعفاء» بالفاء وهو تحريف.

(٥) في «الأصول»: «أن زالت» والتصويب من «النقائض».

(٦) كذا في «ج» و «النقائض». وفي «سائر الأصول»: «الأعاصر» وهو تحريف.

(٧) الأطناب: حبال تشدّ بها البيوت. والمراد بأطناب البيوت هنا: أطرافها ونواحيها ومن ذلك الحديث: «ما بين طنبي المدينة أحوج مني إليها» أي ما بين طرفيها. والمراد بالبيوت هنا الخيام التي تشدّ بأطناب.

(٨) مساعر: جمع مسعر (بكسر الميم وفتح العين) يقال: فلان مسعر حرب، إذا كان يؤرثها، فتحمي به الحرب.

(٩) الهبوة: الغبار الثائر.

(١٠) في «الأصول»: