كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يوم شعب جبله

صفحة 110 - الجزء 11

  صبحناهم عند الشّروق كتائبا⁣(⁣١) ... كأركان سلمى شبرها متواتر

  كأنّ نعام الدّوّ باض عليهم⁣(⁣٢) ... وأعينهم تحت الحبيك جواحر⁣(⁣٣)

  - الحبيك في البيض إحكام عملها وطرائقها -

  من الضاربين الكبش⁣(⁣٤) يمشون مقدما ... إذا غصّ بالريق القليل الحناجر

  وظنّ سراة القوم ألَّا يقتّلوا⁣(⁣٥) ... إذا دعيت بالسّفح⁣(⁣٦) عبس وعامر

  / ضربنا حبيك البيض في غمر لجّة ... فلم يبق⁣(⁣٧) في الناجين منهم مفاخر

  ولم ينج إلَّا من يكون طمرّة⁣(⁣٨) ... يوائل أو نهد ملحّ مثابر

  هوى زهدم تحت الغبار لحاجب ... كما انقضّ أقنى⁣(⁣٩) ذو جناحين ماهر⁣(⁣١٠)

  هما بطلان يعثران كلاهما ... أراد⁣(⁣١١) رئاس السيف والسيف نادر

  ولا فضل إلا أن يكون جراءة ... وذبيان تسمو⁣(⁣١٢) والرؤوس حواسر

  ينوء وكفّا زهدم من ورثه ... وقد علقت ما بينهن الأظافر

  يفرّج عنّا كلّ ثغر نخافه ... مسحّ كسرحان القصيمة ضامر⁣(⁣١٣)

  - القصيدة من الرمل: ما أنبتت الغضى والرّمث -

  وكلّ طموح في العنان كأنّها ... إذا اغتمست في الماء فتخاء⁣(⁣١٤) كاسر


=

ولم يغرهم شيئا ولكن قصدهم ... صبوح لنا من مطلع الشمس خازر

والتصويب من «النقائض». وحازر: حامض.

(١) الكتائب: فرق الجيش، واحدها كتيبة. وسلمى هنا: جبل في بلاد طيئ. والشبر: الإعطاء. ومتواتر: متتابع. يصف الكتائب بالضخامة كأنها أركان جبل سلمى المعروف. والمراد بإعطائها المتواتر: فتكها المتواصل.

(٢) يريد تشبيه ما على رؤوسهم من بيض الحديد ببيض النعام.

(٣) جواحر: غائرات. وفي «ب، س»: «جواهر» وهو تحريف.

(٤) كبش القوم: رئيسهم وسيدهم أو هو حاميهم والمنظور إليه فيهم.

(٥) في «ج» و «النقائض»: «أن لن يقتلوا».

(٦) في «الأصول»: «بالصفح» والتصويب من «النقائض». وسفح الجبل: أسفله حيث يسفح فيه الماء. ولعله يعني به مكانا بعينه.

(٧) في «النقائض»: «فلم ينج في الناجين».

(٨) في «أكثر الأصول»: «بطمره. بوائل» والتصويب من «ح» و «النقائض». والطمر: الفرس الجواد، أو المستفز للوثب، أو هو الطويل القوائم الخفيف. ويوائل: يبادر إلى ملجأ لينجو. والنهد: القوي الضخم. يقال فرس نهد، وشاب نهد.

(٩) القنا: تنوء في وسط قصبة الأنف وإشراف، وقيل: هو في الصقر والبازي اعوجاج في المنقار.

(١٠) في «أ، م»: «قاهر».

(١١) وردت هذه الكلمة محرفة في «الأصول»؛ ففي «ح»: «إذا أراد بأس السيف». وفي «سائر الأصول». إذا ردّ بأس السيف.

والتصويب من «النقائض». ورئاس السيف مقبضه. ونادر: ساقط. يقول: إن كل واحد منهما يطلب رئاس السيف لقتل صاحبه.

(١٢) في «النقائض». «وذو بدنين والرؤوس». والبدن هنا الدرع.

(١٣) في «النقائض»: «جاسر». والمسح: الفرس الجواد السريع كأنّه يصب الجري صبا، شبه بالمطر في سرعة انصبابه. والسرجان:

الذئب.

(١٤) الفتخاء الكاسر: العقاب. والفتح (بالتحريك): اللين في المفاصل وغيرها. والعقاب إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتها، وهذا