يوم شعب جبله
  صبحناهم عند الشّروق كتائبا(١) ... كأركان سلمى شبرها متواتر
  كأنّ نعام الدّوّ باض عليهم(٢) ... وأعينهم تحت الحبيك جواحر(٣)
  - الحبيك في البيض إحكام عملها وطرائقها -
  من الضاربين الكبش(٤) يمشون مقدما ... إذا غصّ بالريق القليل الحناجر
  وظنّ سراة القوم ألَّا يقتّلوا(٥) ... إذا دعيت بالسّفح(٦) عبس وعامر
  / ضربنا حبيك البيض في غمر لجّة ... فلم يبق(٧) في الناجين منهم مفاخر
  ولم ينج إلَّا من يكون طمرّة(٨) ... يوائل أو نهد ملحّ مثابر
  هوى زهدم تحت الغبار لحاجب ... كما انقضّ أقنى(٩) ذو جناحين ماهر(١٠)
  هما بطلان يعثران كلاهما ... أراد(١١) رئاس السيف والسيف نادر
  ولا فضل إلا أن يكون جراءة ... وذبيان تسمو(١٢) والرؤوس حواسر
  ينوء وكفّا زهدم من ورثه ... وقد علقت ما بينهن الأظافر
  يفرّج عنّا كلّ ثغر نخافه ... مسحّ كسرحان القصيمة ضامر(١٣)
  - القصيدة من الرمل: ما أنبتت الغضى والرّمث -
  وكلّ طموح في العنان كأنّها ... إذا اغتمست في الماء فتخاء(١٤) كاسر
=
ولم يغرهم شيئا ولكن قصدهم ... صبوح لنا من مطلع الشمس خازر
والتصويب من «النقائض». وحازر: حامض.
(١) الكتائب: فرق الجيش، واحدها كتيبة. وسلمى هنا: جبل في بلاد طيئ. والشبر: الإعطاء. ومتواتر: متتابع. يصف الكتائب بالضخامة كأنها أركان جبل سلمى المعروف. والمراد بإعطائها المتواتر: فتكها المتواصل.
(٢) يريد تشبيه ما على رؤوسهم من بيض الحديد ببيض النعام.
(٣) جواحر: غائرات. وفي «ب، س»: «جواهر» وهو تحريف.
(٤) كبش القوم: رئيسهم وسيدهم أو هو حاميهم والمنظور إليه فيهم.
(٥) في «ج» و «النقائض»: «أن لن يقتلوا».
(٦) في «الأصول»: «بالصفح» والتصويب من «النقائض». وسفح الجبل: أسفله حيث يسفح فيه الماء. ولعله يعني به مكانا بعينه.
(٧) في «النقائض»: «فلم ينج في الناجين».
(٨) في «أكثر الأصول»: «بطمره. بوائل» والتصويب من «ح» و «النقائض». والطمر: الفرس الجواد، أو المستفز للوثب، أو هو الطويل القوائم الخفيف. ويوائل: يبادر إلى ملجأ لينجو. والنهد: القوي الضخم. يقال فرس نهد، وشاب نهد.
(٩) القنا: تنوء في وسط قصبة الأنف وإشراف، وقيل: هو في الصقر والبازي اعوجاج في المنقار.
(١٠) في «أ، م»: «قاهر».
(١١) وردت هذه الكلمة محرفة في «الأصول»؛ ففي «ح»: «إذا أراد بأس السيف». وفي «سائر الأصول». إذا ردّ بأس السيف.
والتصويب من «النقائض». ورئاس السيف مقبضه. ونادر: ساقط. يقول: إن كل واحد منهما يطلب رئاس السيف لقتل صاحبه.
(١٢) في «النقائض». «وذو بدنين والرؤوس». والبدن هنا الدرع.
(١٣) في «النقائض»: «جاسر». والمسح: الفرس الجواد السريع كأنّه يصب الجري صبا، شبه بالمطر في سرعة انصبابه. والسرجان:
الذئب.
(١٤) الفتخاء الكاسر: العقاب. والفتح (بالتحريك): اللين في المفاصل وغيرها. والعقاب إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتها، وهذا