أخبار عائشة بنت طلحة ونسبها
١٠ - أخبار عائشة بنت طلحة ونسبها
  نسب عائشة بنت طلحة:
  عائشة بنت طلحة بن عبيد اللَّه بن عثمان بن عامر(١) بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وأمّها أمّ كلثوم بنت أبي بكر الصّدّيق. أخبرني الحسن بن يحيى قال قال حمّاد قال أبي قال مصعب:
  كانت لا تستر وجهها وعتاب مصعب لها في ذلك:
  كانت عائشة بنت طلحة لا تستر وجهها من أحد. فعاتبها مصعب في ذلك، فقالت: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وسمني بميسم جمال أحببت أن يراه الناس ويعرفوا فضلي(٢) عليهم، فما كانت لأستره، وو اللَّه ما فيّ وصممة يقدر أن يذكرني بها أحد. وطالت مرادّة مصعب إيّاها في ذلك، وكانت شرسة الخلق. قال: وكذلك نساء بني تيم هنّ أشرس خلق اللَّه وأحظاه(٣) عند أزواجهن. وكانت عند الحسين بن عليّ ª أمّ إسحاق بنت طلحة، فكان يقول: واللَّه لربّما حملت ووضعت وهي مصارمة لي لا تكلَّمني.
  غضبت على مصعب فبعث إليها ابن قيس الرقيات:
  قال: نالت عائشة من مصعب وقالت: عليّ كظهر أمّي، وقعدت في غرفة وهيّأت فيها ما يصلحها. فجهد مصعب أن تكلَّمه فأبت. فبعث إليها ابن قيس الرقيّات، فسألها كلامه، فقالت: كيف بيميني؟ فقال: ها هنا الشّعبيّ فقيه أهل العراق فاستفتيه. فدخل عليها فأخبرته، فقال: ليس هذا بشيء. فقالت: أتحلَّني وتخرج خائبا! فأمرت له بأربعة آلاف درهم. وقال ابن قيس الرّقيّات لمّا رآها:
  /
  جنّيّة برزت لتقتلنا ... مطليّة الأقراب(٤) بالمسك
  وذكر باقي الأبيات:
  غضبت على مصعب فاسترضاها أشعب فرضيت:
  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا محمد بن إسحاق اليعقوبيّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم قال:
  كان أشعب يألف مصعبا، فغضبت عليه عائشة بنت طلحة يوما، وكانت من أحبّ الناس إليه، فشكا ذلك إلى أشعب. فقال: ما لي إن رضيت؟ قال: حكمك. قال: عشرة آلاف درهم. قال: هي لك. فانطلق حتى أتى عائشة فقال: جعلت فداءك! قد علمت حبّي لك وميلي قديما وحديثا إليك من غير منالة ولا فائدة. وهذه حاجة قد عرضت
(١) في الكتب التي وردت فيها ترجمة طلحة بن عبيد اللَّه مثل كتاب «المعارف» لابن قتيبة وكتب «تراجم الصحابة التي بين أيدينا»:
«عثمان بن عمرو بن كعب ... إلخ» وليس فيها «عامر».
(٢) في «ب، س»: «فضله» وهو تحريف.
(٣) في «ب، س»: «أحظى عند أزواجهن» وهو تحريف.
(٤) الأقراب: جمع قرب (بالضم وبضمتين) وهو الخاصرة. وإنما للإنسان قربان، ولكن العرب يتوسعون في مثل هذا فيجمعونه.