أخبار عائشة بنت طلحة ونسبها
  امرؤ من الأنصار، وقد بلغت هذه السنّ(١) ولست في ديوان، فإن رأى أمير المؤمنين أن يفرض لي فعل. قال:
  فأقبل عليه هشام فقال: واللَّه لا أفرض لك حتّى مثل هذه الليلة من السنة المقبلة، ثم أقبل على الأبرش فقال: يا أبرش أخطأ أخو الأنصار المسألة. فقال: يا أمير المؤمنين، ابن أبي جمعة يقول:
  إذا المال لم يوجب عليك عطاءه ... صنيعة تقوى أو خليل توامقه
  منعت وبعض المنع حزم وقوّة ... فلم يفتلتك المال إلَّا حقائقه
  من شعر عمرو بن شأس:
  صوت
  /
  فوا ندمي على الشباب ووا ندم ... ندمت وبال اليوم منّي بغير ذم
  وإذ إخوتي حولي وإذ أنا شامخ ... وإذ لا أجيب العاذلات من الصّمم
  إرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
  فإن كنت منّي أو تريدين صحبتي ... فكوني له كالسّمن ربّت له الأدم
  وإلَّا فبيني(٢) مثل ما بان راكب ... تيمّم خمسا ليس في ورده يتم
  فإنّ عرارا إن يكن ذا شكيمة ... تعافينها منه فما أملك الشّيم
  وإنّ عرارا إن يكن غير واضح ... فإنّي أحبّ الجون ذا المنكب العمم
  وإني لأعطي غثّها وسمينها ... وأسري إذا ما الليل ذو الظَّلم أدلهم
  حذارا على ما كان قدّم والدي ... إذا روّحتهم حرجف تطرد الصّرم
  عروضه من الطويل. الشعر لعمرو بن شأس الأسديّ. والغناء في الأوّل والثاني من الأبيات لمعبد، ثاني ثقيل بالسبّابة في مجرى الوسطى، عن إسحاق. وذكر عمرو / أن فيهما لمالك خفيف رمل بالبنصر. وفي الثامن والتاسع لابن جامع هزج بالوسطى عن الهشاميّ وعليّ بن يحيى، وفيهما لإبراهيم ماخوريّ بالبنصر من نسخة عمرو الثانية، ولابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر عن حبش، وفيهما رمل مجهول وقيل: إنه لسليم. الشامخ: الذي يشمخ بأنفه زهوا وكبرا. وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه. والشيمة: الطبيعة. ربّت له: يعني للسّمن فلا تفسده(٣). والأدم جمع واحدها أديم وجمعها(٤) أدم، كما يقال أفيق وأفق(٥). واليتم: الغفلة(٦) والضّيعة؛ واليتيم مأخوذ من هذا.
(١) في «الأصول»: «هذا السن» والسن مؤنثة.
(٢) ويروى هذا البيت في «ديوان الحماسة»:
وإلا فسيري مثل ما سار راكب ... تجشم خمسا ليس في سيره أمم
والأمم هنا: القرب والقصد.
(٣) يريد أن الأدم التي هي أوعية السمن إذا دهنت بالرب، منعت فساد السمن وزادت في طيب ريحه. والرب: خلاصة التمر بعد طبخه وعصره.
(٤) في «ج»: «وجمعت أدما».
(٥) في «الأصول»: «أنيق وأنق» وهو تحريف. والأفيق والأديم كلاهما الجلد المدبوع.
(٦) قيل معنى اليتم هنا الإبطاء. (راجع «لسان العرب» في مادة يتم).