أخبار أبي النضير ونسبه
  فهل ينفعني ذل ... ك يوما حين ألقاك
  أنا واللَّه أهواك ... وما يشعر مولاك
  فإيّاك بأن يعل ... م إيّاك وإيّاك
  فيه لعلَّى بن المارقيّ رمل بالبنصر عن الهشاميّ.
  طلبت منه مكتومة المغنية صوتا كان يغنيه فمازحها:
  حدّثنا ابن عمّار عن الطَّلحيّ عن أبي سهيل قال:
  كان أبو النضير يغنّي غناء صالحا، فغنّى ذات يوم صوتا كان استفاده ببغداد. فقالت له قينة كانت ببغداد يقال لها مكتومة: اطرح عليّ هذا الصوت يا أبا النّضير. فقال: لا تطيب نفسي به محابيا، ولكنّي أبيعك إيّاه. قالت:
  بكم؟ قال: برأس ماله. قالت: وما رأس ماله؟ قال: ناكني فيه الذي أخذته منه. فغطَّت وجهها وقالت: عليك وعلى هذا الصوت الدّمار.
  شعر له في مدح أبي جعفر عبد اللَّه بن هشام:
  أخبرني ابن عمّار الطَّلحيّ عن أبي سهيل قال:
  قال أبو النضير، وفيه غناء لإبراهيم،:
  صوت
  أيصحو فؤادك أم يطرب ... وكيف وقد شحطت زينب
  جرى الناس قبل أبي جعفر ... زمانا فلم يدر من غلَّبوا
  فلمّا جرى بأبي جعفر ... بنو تغلب سبقت تغلب
  قال أبو سهيل: وأبو جعفر الذي عناه أبو النّضير هو عبد اللَّه بن هشام بن عمرو التّغلبيّ الذي يذكره العتّابيّ في شعره ورسائله، وكان جوادا سخيّا. وكان ابن هشام ولي السّند، وفيه يقول أبو النّضير:
  ألا أيّها الغيث الَّذي سحّ وبله ... كأنّك تحكي راحة ابن هشام
  كأنّك تحكيها ولكنّ جوده ... يدوم وقد تأتي بغير دوام
  وفيك جهام(١) ربّما كان مخلفا ... وراحته تغدو بغير جهام
  كان يرى أن الغناء على تقطيع العروض:
  أخبرني ابن عمّار عن الطَّلحيّ عن أبي سهيل قال:
  كان أبو النّضير يزعم أنّ الغناء على / تقطيع العروض، ويقول: هكذا كان الذين مضوا يقولون، وكان مستهزئا بالغناء حتى تعاطى أن يغنّي، وكان إبراهيم الموصليّ يخالفه في ذلك ويقول: العروض محدث، والغناء قبله بزمان.
  فقال إسحاق بن إبراهيم ينصر أباه:
(١) الجهام: السحاب لا ماء فيه، والسحاب الذي هراق ماءه.