كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العبلي ونسبه

صفحة 200 - الجزء 11

  قال سعيد بن عقبة الجهنيّ: إنّي لعند عبد اللَّه بن الحسن إذ أتاه آت فقال له: هذا رجل يدعوك، فخرجت فإذا أنا بأبي عديّ الأمويّ الشاعر، فقال: أعلم أبا محمد. فخرج إليه عبد اللَّه بن حسن وابناه وقد ظهرت المسوّدة وهم خائفون، فأمر له عبد اللَّه بن حسن بأربعمائة دينار، فخرج من عندهم بألف دينار.

  استنشده عبد اللَّه بن حسن مما رثى به قومه ثم أكرمه هو وأهله:

  وأخبرني حرميّ⁣(⁣١) عن الزّبير، وأخبرني الأخفش عن المبرّد عن المغيرة بن محمد المهلَّبيّ عن الزّبير عن سليمان بن عيّاش السعديّ قال:

  / جاء عبد اللَّه بن عمر بن عبد اللَّه العبليّ⁣(⁣٢) إلى سويقة⁣(⁣٣) وهو طريد بني العبّاس، وذلك بعقب أيّام بني أميّة وابتداء خروج ملكهم إلى بني العباس، فقصده عبد اللَّه والحسن ابنا الحسن بسويقة، فاستنشده عبد اللَّه شيئا من شعره فأنشده. فقال له: أريد أن تنشدني شيئا مما رثيت به قومك، فأنشده:

  تقول⁣(⁣٤) أمامة لمّا رأت ... نشوزي عن المضجع الأنفس

  / وقلَّة نومي على مضجعي ... لدى هجعة الأعين النّعّس

  أبي ما عراك؟ فقلت الهموم ... عرون⁣(⁣٥) أباك فلا تبلسي⁣(⁣٦)

  عرون أباك فحبّسنه ... من الذّلّ في شرّ ما محبس

  لفقد العشيرة إذ نالها ... سهام من الحدث المبئس⁣(⁣٧)

  رمتها المنون بلا نصّل⁣(⁣٨) ... ولا طائشات ولا نكَّس⁣(⁣٩)

  بأسهمهما الخالسات النّفوس ... متى ما اقتضت مهجة تخلس⁣(⁣١٠)

  فصرعاهم في نواحي البلا ... دتلقى بأرض ولم ترمس⁣(⁣١١)

  كريم أصيب وأثوابه ... من العار والذّام لم تدنس

  وآخر قد طار خوف الرّدى ... وكان الهمام فلم يحسس⁣(⁣١٢)


(١) في «ب، س»: «وأخبرني أحمد بن محمد بن سعيد حرمي ...» ومثله في «ح» إلا أنه وضع فوقه علامة الشطب.

(٢) في «الأصول»: «العقيلي» وهو تحريف.

(٣) سويقة هنا: موضع قرب المدينة كان يسكنه آل علي بن طالب ¥.

(٤) تقدّم أكثر أبيات هذه القصيدة في الجزء الرابع من هذه الطبعة (صفحة ٣٣٩ وما بعدها) مع اختلاف في بعض الكلمات.

(٥) في «الأصول» هنا: «منعن». والتصويب من الجزء الرابع.

(٦) الإبلاس: اليأس والتحير، والسكوت من الغم والحزن.

(٧) في «الأصلين المطبوعين» تحريف في هذا الشطر، وفي «الأصول المخطوطة» تحريف ونقص. والتصويب من الجزء الرابع.

(٨) كذا في «ج». والنصل: جمع ناصل. والناصل من السهام هنا: الذي سقط نصله؛ والناصل أيضا: ذو النصل. وفي «سائر الأصول»: «بلا أنصل». وفي الجزء الرابع: «بلا نكل».

(٩) الذي في كتب اللغة أنه يقال سهم نكس (بكسر أوّله وسكون ثانيه) وهو الذي ينكس أو يكسر فوقه فيجعل أعلاه أسفله، والجمع أنكاس. وغريب أن يكون «نكس» (بضم أوّله وتشديد ثانيه) وصقا للسهام.

(١٠) في «الأصول» هنا: «تخنس» والتصويب من الجزاء الرابع.

(١١) لم ترمس: لم تدفن؛ يقال: رمست الميت وأرمسته إذا دفنته.

(١٢) رواية هذا البيت في الجزء الرابع: