كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العبلي ونسبه

صفحة 202 - الجزء 11

  أقام ثويّ⁣(⁣١) بيت أبي عديّ ... بخير منازل الجيران جارا

  تقوّض بيته وجلا⁣(⁣٢) طريدا ... فصادف خير دور النّاس دارا

  وإنّي إن نزلت بدار قوم ... ذكرتهم ولم أذمم جوارا

  / فقالت هند لعبد اللَّه وابنيها منه: أقسمت عليكم إلَّا أعطيتموه خمسين دينارا أخرى فقد أشركني معكم في المدح، فأعطوه خمسين دينارا أخرى عن هند.

  ولى الطائف لمحمد بن عبد اللَّه بن حسن ثم فرّ إلى اليمن وشعره في ذلك:

  أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق عن أبي أيّوب المدينيّ قال ذكر محمد بن موسى مولى أبي عقيل قال:

  / قدم أبو عديّ العبليّ الطائف واليا من قبل محمد بن عبد اللَّه بن حسن أيّام خروجه على⁣(⁣٣) أبي جعفر ومعه أعراب من مزينة وجهينة وأسلم فأخذ الطائف وأتى محمد بن أبي بكر العمريّ حتى بايع، وكان مع أبي عديّ أحد عشر رجلا من ولد أبي بكر الصّدّيق، فقدمها بين أذان الصّبح والإقامة، فأقام بها ثلاثا، ثم بلغه خروج الحسن⁣(⁣٤) بن معاوية من مكة، فاستخلف على الطائف عبد الملك بن أبي زهير وخرج ليتلقّى الحسن بالعرج، فركب [الحسن⁣(⁣٥)] البحر، ومضى أبو عديّ هاربا على وجهه إلى اليمن. فذلك حين يقول:

  هيّجت للأجزاع حول عراب⁣(⁣٦) ... واعتاد قلبك عائد الأطراب

  وذكرت عهد معالم بلوي الثّرى⁣(⁣٧) ... هيهات تلك معالم الأحباب

  هيهات تلك معالم من ذاهب ... أمسى بحوضي أو بحقل قباب⁣(⁣٨)

  قد حلّ بين أبارق⁣(⁣٩) ما إن له ... فيها من اخوان ولا أصحاب

  شطَّت نواه عن الأليف وساقه ... لقرّى يمانية حمام كتاب⁣(⁣١٠)

  يا أخت آل أبي عديّ أقصري ... وذري الخضاب فما أوان خضاب

  أتخضّبين وقد تخرّم غالبا⁣(⁣١١) ... دهر أضرّ بها حديد الناب


(١) الثويّ: الضيف.

(٢) «تقوّض بيته» ليست في «الأصول الخطية»، وكذا قوله: «وإني إن نزلت بدار» من الشطر الأوّل في البيت الثالث. وهو تصويب حسن، نظن أن المصوّب رجع فيه إلى أصل صحيح. جلا عن بلده: خرج.

(٣) في «الأصول»: «عن أبي جعفر».

(٤) ولى مكة لمحمد بن عبد اللَّه بن حسن وغلب عليها عامل أبي جعفر المنصور. (راجع «الطبري» في حوادث سنة ١٤٥).

(٥) التكملة عن «أ، م».

(٦) كذا في «الأصول». ولم نجد «عرابا» في المظان. وإنما الموجود «غراب» (بضم أوله) وهو جبل بناحية المدينة على طريق الشام، وموضع بالشام، وواد باليمامة، وجبل من جبال تهامة.

(٧) في «أ، م»: «بلوى السرى».

(٨) حوضي وحقل قباب: موضعان.

(٩) الأبارق: جمع أبرق، وهو غلظ فيه حجارة وطين ورمل مختلطة.

(١٠) شطت: بعدت. والنوى هنا: الوجه الذي تقصده أو القصد لبلد غير البلد الذي أنت فيه مقيم. وحمام كتاب: قدره وقضاؤه.

(١١) ظاهر أنه يريد قبيلة.