كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العبلي ونسبه

صفحة 204 - الجزء 11

  عدويّا خالي صريحا وجدّي ... عبد شمس وهاشم أبويّا

  فسواء عليّ لست أبالي ... عبشميّا دعيت أم هاشميّا

  دخل مع وفود قريش على هشام بن عبد الملك ومدحه ففضل هشام بني مخزوم فقال هو شعرا:

  أخبرني عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن العتبيّ عن أبيه قال:

  وفد أبو عديّ الأمويّ إلى هشام بن عبد الملك وقد امتدحه بقصيدته التي يقول فيها:

  عبد شمس أبوك وهو أبونا ... لا نناديك من مكان بعيد

  والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بحبل شديد

  فأنشده إيّاها، وأقام ببابه مدّة حتى حضر بابه وفود قريش فدخل فيهم، وأمر لهم بمال فضّل فيه بني مخزوم أخواله، وأعطى أبا عديّ عطيّة لم يرضها، فانصرف وقال:

  خسّ حظَّي أن كنت من عبد شمس ... ليتني كنت من بني مخزوم

  فأفوز الغداة فيهم بسهم ... وأبيع الأب الكريم بلوم

  / غنّى في البيتين المذكورين في هذا الخبر اللَّذين أولهما:

  عبد شمس أبوك وهو أبونا

  ابن جامع، ولحنه ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق. وأوّل هذه القصيدة التي قالها في هشام:

  ليلتي من كنود بالغور عودي ... بصفاء الهوى من أمّ أسيد

  ما سمعنا⁣(⁣١) ذاك الهوى ونسينا ... عهده فارجعي به ثم زيدي

  قد تولَّى عصر الشباب فقيدا ... ربّ جار يبين غير فقيد

  خلق الثّوب من شباب ولبس⁣(⁣٢) ... وجديد الشّباب غير جديد

  فاسرعنك الهموم حين تداعت⁣(⁣٣) ... بعلاة مثل الفنيق⁣(⁣٤) وخود

  عنتريس⁣(⁣٥) توفي الزّمام بفعم⁣(⁣٦) ... مثل جذع الأشاءة المجرود

  وارم جوز⁣(⁣٧) الفلا بها ثم سمها ... عجر فيّ النّجاء بالتوخيد


(١) كذا في «الأصول». ولعله: «ما سئمنا» أو ما في معناه.

(٢) اللبس (بالكسر): ما يلبس.

(٣) أسر عنك الهموم: ألقها عنك. يقال سروت الثوب وغيره عيني سروا، وسريته تسرية إذا ألقيته عنك ونضوته. وتداعت هنا:

تجمعت وأقبلت.

(٤) كذا في «ح». وفي «بعض الأصول»: «العقيق» وفي بعضها: «العتيق». وهما تحريف. والفنيق: لفحل المكرم لا يؤذي لكرامته على أهله ولا يركب. شبه ناقته بالفحل في الضخامة والقوة. والعلاة هنا: الناقة المشرفة الصلبة. والوخود: كثيرة الوخد وهو السرعة في السير، وأن يرمي البعير بقوائمه كمشي النعام.

(٥) العنتريس من النوق: الصلبة الوثيقة الشديدة الكثيرة اللحم الجواد الجريئة.

(٦) في «الأصول»: «بنعم». ويريد بالفعم هنا العنق. والأشاءة: النخلة الصغيرة. والمجرود: المقشور.

(٧) جوز كل شيء: وسطه. والفلا: واحدته فلاة، وهي القفر أو المفازة لا ماء فيها أو الصحراء الواسعة. وسامه الشيء كلفه إياه.