كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علوية ونسبه

صفحة 245 - الجزء 11

  بحقّي عليك إلَّا أعدته. فقال: أظنّ أنك تريدين أن تأخذيه فتصيري مغنّية. فقالت: نعم! كذا هو. قال: لا! وحقّ القبر لا أعدته إلَّا بدرهم آخر. فأخرجت له درهما آخر، فأخذه وقال: أظنّك واللَّه قد تزندقت وعبدت الكبش فهو ينقد لك هذه الدراهم، أو قد وجدت كنزا. فغنّاه مرّتين، وأخذته واستوى لي. ثم قام فخرج يعدو على وجهه.

  فجئت إلى الرشيد فغنّيته به وأخبرته بالقصّة، فطرب وضحك وأمر لي بألف دينار، وقال لي: هذه بدل مائتي الدّرهم⁣(⁣١).

  صوت

  ولقد قالت لأتراب لها ... كالمها يلعبن في حجرتها

  / خذن عنّي الظَّلّ لا يتبعني ... وعدت سعيا إلى قبّتها

  لم يصبها نكد فيما مضى ... ظبية تختال في مشيتها

  في هذه الأبيات رمل بالبنصر ذكر الهشاميّ أنه لابن جامع المكيّ، وذكر ابن المكيّ أنه لابن سريج. وهو في أخبار ابن سريج وأغانيه غير مجنّس.

  صوت

  يمشون فيها بكلّ سابغة ... أحكم فيها القتير والحلق

  تعرف إنصافهم إذا شهدوا ... وصبرهم حين تشخص الحدق⁣(⁣٢)

  الغناء لابن محرز، خفيف ثقيل بالوسطى عن الهشاميّ وحبش.

  صوت

  يجحدنني ديني⁣(⁣٣) النهار وأقتضي ... ديني إذا وقذ⁣(⁣٤) النّعاس الرّقّدا

  وأرى الغواني لا يواصلن امرأ ... فقد الشباب وقد يصلن الأمردا

  الشعر للأعشى. والغناء لمعبد، خفيف ثقيل بالوسطى عن عمرو.

  صوت

  أيّة حال يا بن رامين ... حال المحبّين المساكين


(١) في الأصول: «بدل المائتي درهم» بتعريف المضاف وتنكير المضاف إليه، ولم يقل به أحد من النحويين. ومذهب البصريين في مثل هذا إدخال الألف واللام على الثاني، نحو:

ثلاث الأثافي والديار البلاقع

وجوّز الكوفيون لتعريف الجزأين في العدد إذا كان مضافا نحو الخمسة الأثواب.

(٢) يقال: شخص بصر فلان إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف. وشخوص الحدق هنا كناية عن الفزع وشدة الخوف في الحرب.

(٣) في شعر الأعشى:

يلوينني ديني النهار وأجتزى

وليّ الدين: مطله.

(٤) وقذ: صرع وغلب.