كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب إسماعيل بن عمارة وأخباره

صفحة 259 - الجزء 11

  عرّفتاه الهوى لظلمهما ... يا ليتني قبل ذا عدمتهما

  هما إلى الحين دلَّتا وهما ... ذلّ⁣(⁣١) على من أحبّ دمعهما

  سأعذر القلب في هواه وما ... سبّب كلّ البلاء غيرهما

  شعر للأعشى وشرحه:

  صوت

  فكعبة نجران حتم علي ... ك حتّى تناخي بأبوابها

  نزور يزيد وعبد المسيح ... وقيسا هم خير أربابها

  وشاهدنا الجلّ⁣(⁣٢) والياسمي ... ن والمسمعات بقصّابها⁣(⁣٣)

  وبربطنا⁣(⁣٤) دائم معمل ... فأيّ الثلاثة أزرى بها

  إذا الحبرات⁣(⁣٥) فلوت بهم ... وجرّو أسافل هدّابها

  فلمّا التقينا على آية⁣(⁣٦) ... ومدّت إليّ بأسبابها

  عروضه من المتقارب. الشعر للأعشى يمدح بني عبد المدان الحارثيّين من بني الحارث بن كعب. والغناء لحنين، خفيف ثقيل بالوسطى في مجراها عن إسحاق. / وذكر يونس أنّ فيه لحنا لمالك، وزعم عمرو بن بانة أنه خفيف ثقيل. وزعم أبو عبد اللَّه الهشاميّ أنّ فيه لابن المكيّ خفيف رمل بالوسطى أوّله:

  تنازعني إذ خلت بردها⁣(⁣٧)

  ومعه باقي الأبيات مخلَّطة مقدّمة ومؤخّرة. والكعبة التي عناها الأعشى هاهنا يقال إنها بيعة بناها بنو عبد المدان


(١) ذل الدمع: هان. وفي «بعض الأصول»: «دلا» وهو تحريف.

(٢) ويروى: «وشاهدنا الورد» كما في شعر الأعشى. والجل (بالضم ويفتح): الورد أبيضه وأحمره وأصفره، واحده جلة.

(٣) سيذكر المؤلف فيما بعد أن القصاب الأوتار. وقال أبو العباس ثعلب - في شرحه ل «ديوان الأعشى» صفحة ١٢١ من طبعة مطبعة آدلف هلز هوسن سنة ١٩٢٧ م - «قصاب جمع قاصب وهو الزامر. أبو عبيدة: قصابها أوتارها، وأصله من القصب، ويقال للمزامر قاصب، وما زال يقصب ...». وقد تقدّمت هذه الأبيات (جزء ٩ ص ٢٩٩ من طبعة دار الكتب). فراجع ما كتب على هذه الكلمة هناك.

(٤) البربط (وزان جعفر): العود. والكلمة فارسية معرّبة. قيل: شبه بصدر البط. و «بر»: الصدر. وفي شعر الأعشى «ومزهرنا».

والمزهر: العود أيضا.

(٥) في «الأصول»: «إذا الخيرات فلوت بهم». والتصويب من شعر للأعشى و «مسالك الأبصار» (جزء أوّل صفحة ٣٥٩ من طبعة دار الكتب المصرية). (والحبرات بكسر الحاء وفتحها): ضرب من برود اليمن منمر.

(٦) في «الأصول»: «على آلة». والتصويب من شعر الأعشى. والآية: العلامة، كما فسرها بذلك أبو العباس ثعلب. وجواب «لما» في البيت الذي بعده، وهو:

بذلنا لها حكمها عندنا ... وحادت بحكمي لألهي بها

(٧) تمام البيت:

مفضلة غير جلبابها

وهو وارد في شعر الأعشى قبل قوله: «فلما التقينا ...».