أخبار مع عبد الله بن الحشرج
  /
  ومن مترف عن منهج الحقّ جائر(١) ... علوت بعضب ذي غرارين مقصل(٢)
  وزار(٣) عليّ الجود والجود شيمتي ... فقلت له دعني وكن غير مفضل
  فمثلك قد عاصيت دهرا ولم أكن ... لأسمع أقوال اللئيم المبخّل
  أبى لي جدّي البخل مذ كنت(٤) يافعا ... صغيرا ومن يبخل يلم ويضلَّل
  ويستغن عنه الناس، فاركب محجّة ال ... كرام ودع ما أنت عنه بمعزل
  / فإنّي(٥) امرؤ لا أصحب الدهر باخلا ... لئيما وخير النّاس كلّ معذّل
  ومستحمق غاو أتته نذيرتي(٦) ... فلجّ ولم يعرف معرّة مقولي(٧)
  نفحت ببيت يملأ الفم شارد ... له حبر كأنّه حبر مغول(٨)
  فكفّ - ولو لم أرمه شاع قوله - ... وصار كدرياق الذّعاف المثمّل(٩)
  وليل دجوجيّ سريت ظلامه ... بناجية كالبرج(١٠) وجناء عيهل(١١)
  إلى ملك من آل مروان ماجد ... كريم المحيّا سيّد متفضّل
  يجود إذا ضنّت قريش برفدها ... ويسبقها في كلّ يوم تفضّل
  أبوه أبو العاصي إذا الحرب(١٢) شمّرت ... مراها(١٣) بمسنون الغرارين منجل
  وقور إذا هاجت به الحرب مرجم ... صبور عليها غير نكس مهلَّل(١٤)
(١) كذا في ط، م. وفي ج: بدل «منهج الحق» «منهل الحق». وفي سائر الأصول: «ومن مرتق عن منهل الحق حائد». والمترف هنا:
الجبار الذي أطغته النعمة.
(٢) كذا في ط، ج، م. والسيف المقصل: القطاع. وفي سائر الأصول: «منصل» تحريف.
(٣) كذا في ط، م. وزار، أي عائب عليه وعاتب. والبيت ساقط من أ. وفي سائر الأصول: «وزاد» تصحيف.
(٤) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «مذ كان».
(٥) ورد هذا البيت في أكثر الأصول بعد الذي يليه. وسياق الكلام يقتضي أن يكون موضعه هنا، كما هو في ط، م.
(٦) النذيرة: طليعة الجيش التي تنبئه بأمر العدوّ. والمراد هنا الإنذار والكلام العنيف.
(٧) معرة مقولي: أذى لساني.
(٨) كذا في ط، م. وورد بعد هذا البيت فيهما: «قال الحبر الأثر». وفي سائر الأصول: «له خبر كأنه خبر مغول» تصحيف. والحبر بالتحريك وبكسر فسكون): الأثر يبقى من الضربة في الجسم. والمغول: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه، أو هو سوط في جوفه سيف دقيق.
(٩) الدرياق (ويقال فيه الترياق): دواء تعالج به السموم. والذعاف: السم القاتل لساعته. والمثمل: السم المنقع. وظاهر أن الضمير في «صار» راجع إلى «بيت» في قوله «نفحت ببيت».
(١٠) في ب، س: «كالبرق» والبرج: الحصن. يصفها بالضخامة.
(١١) ليل دجوجي: مظلم شديد السواد. والناجية من النوق: السريعة. والوجناء: الشديدة. والعيهل: السريعة.
(١٢) كذا في ط، ج، م. وفي سائر الأصول: «إذا الخيل».
(١٣) كذا في ط، م. وفي ج: «عراها». وفي أكثر الأصول: «فرآها» تحريف. ومرى الناقة. مسح ضرعها لتدر. والمرى هنا مجاز.
ومسنون الغرارين: كناية عن الرمح. والمنجل: الواسع الجرح من الأسنة.
(١٤) المرجم من الرجال: الشديد، كأنه يرجم به عدوّه. والنكس الضعيف الدنيء الذي لا خير فيه. والمهلل: الجبان؛ يقال: هلل الرجل، إذا فرّ وجبن.