أخبار مع عبد الله بن الحشرج
/
كهول وشبّان مضوا لسبيلهم ... إذا ذكروا فالعين منّي تذرف
هم الغيث إن ضنّت سماء بقطرها ... وعندهم يرجو الحيا متلهّف
وحرب يخاف(١) النّاس شدّة عرّها(٢) ... تظلّ(٣) بأنواع المنيّة تصرف(٤)
حموها وقاموا بالسّيوف لحميها(٥) ... إذا فنيت أضحت لهم وهي تعصف
فلَّما أبت إلا طماحا تّنمّروا ... بأسيافهم والقوم فيهم تعجرف(٦)
فذلَّت وأعطت بالقياد وأذعنت ... إذا ما اشتهى قومي وذو الذّلّ ينصف
وكانت طموح الرّأس يصرف(٧) نابها ... من الشّرّ تارات وطورا تقفقف(٨)
[فلمّا امترينا بالسيّوف خلوفها ... تأبّت علينا والأسنّة ترعف](٩)
/ فدرّت طباقا(١٠) وارعوت بعد جهلها ... وكنّا رماما(١١) للَّذي يتصلَّف
قال لابن زوي شعرا لأنه لامه في تبذيره
قال: وقال عبد اللَّه بن الحشرج لرفاعة بن زويّ(١٢) النهديّ فيما كان يلومه فيه من التبذير والجود:
ألام على جودي وما خلت أنّني ... ببذلي وجودي جرت عن منهج(١٣) القصد
فيا لائمي في الجود أقصر فإنّني ... سأبذل مالي في الرّخاء وفي الجهد
وجدت الفتى يفنى وتبقى فعاله(١٤) ... ولا شيء خير في الحديث من الحمد
وإنّي وبالله احتيالي وحرفتي(١٥) ... أصيّر جاري بين أحشاي(١٦) والكبد
(١) في ط، م: «يهاب».
(٢) في ب، س: «حرها» والعر: الشر والأذى.
(٣) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «وظل». تحريف.
(٤) تصرف: تصوّت؛ يقال: صرف الإنسان والبعير نابه وبنابه، إذا حرقه فسمعت له صوتا.
(٥) كذا في ط، ج، م. وفي سائر الأصول: «لحيها» تحريف.
(٦) التعجرف، ومثله العجرفة والعجرفية: ركوبك الأمر لا تروّي فيه.
(٧) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «يصرف بابها» تصحيف.
(٨) قفقف وتقفقف: ارتعد.
(٩) زيادة في ط، م. وامترينا: حلبنا. والخلوف: جمع خلف (بالكسر) وهو هنا حلمة الضرع.
(١٠) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «فذرت» بالمعجمة، تصحيف. وطباقا: دفعات متوالية.
(١١) كذا في ط. والرمام: جمع رمة (بالضم) وهي قطعة يشدّ بها الأسير ويقلد بها البعير. وفي سائر الأصول: «زمانا» تحريف.
ويتكبر: بتكبر.
(١٢) ورد هذا الاسم محرّفا في الأصول هنا كما تقدّم في (ص ٢٤).
(١٣) كذا في ط، م. وفي ج: «حزت عن منهل القصد». وفي سائر الأصول: «حدت عن منهل القصد».
(١٤) في ط، م: «ويبقى فعاله». وكلاهما مستقيم. والفعال (بفتح الفاء): اسم للكرم والفعل الحسن.
(١٥) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «حرقتي» بالقاف، تصحيف.
(١٦) في ط، م: «بين أحشاء» على حذف الياء.