كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الطرماح ونسبه

صفحة 294 - الجزء 12

  جرى الطَّرمّاح حتى دقّ مسحله⁣(⁣١) ... وغودر العبد مقرونا بوّضّاح

  يعني رجلا من بني تميم كان يهاجي اليشكريّ.

  شعر له في الشراة

  أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا الرّياشيّ قال قال الأصمعيّ قال خلف: كان الطَّرمّاح يرى رأي الشّراة، ثم أنشد له:

  للَّه درّ الشّراة إنّهم ... إذا الكرى مال بالطَّلى⁣(⁣٢) أرقوا

  / يرجعون الحنين آونة ... وإن علا ساعة بهم شهقوا

  خوفا تبيت القلوب واجفة ... تكاد عنها الصدور تنفلق

  كيف أرجّي الحياة بعدهم ... وقد مضى مؤنسيّ فانطلقوا

  قوم شحاح على اعتقادهم ... بالفوز ممّا يخاف قد وثقوا

  أنشد خالدا القسري شعرا في الشكوى فأجازه

  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو عثمان عن التّوّزيّ عن أبي عبيدة عن يونس قال:

  دخل الطَّرمّاح على خالد بن عبد اللَّه القسريّ فأنشده قوله:

  وشيّبني ما لا أزال مناهضا ... بغير غنى أسمو به وأبوع⁣(⁣٣)

  وأنّ رجال المال أضحوا ومالهم ... لهم عند أبواب الملوك شفيع

  أمخترمي ريب المنون ولم أنل ... من المال ما أعصى به وأطيع

  فأمر له بعشرين ألف درهم وقال: امض الآن فاعص بها وأطع.

  قال المفضل: كأنه يوحي إليه، في الهجاء. ثم أنشد من هجائه

  أخبرني الحسن بن علي قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدّثنا حذيفة بن محمد الكوفيّ قال قال المفضّل:

  إذا ركب الطرمّاح الهجاء فكأنّما⁣(⁣٤) يوحى إليه، ثم أنشد له قوله:

  لو حان ورد تميم ثم قيل⁣(⁣٥) لها ... حوض الرّسول عليه الأزد لم ترد

  / أو أنزل اللَّه وحيا أن يعذّبها ... إن لم تعد لقتال الأزد لم تعد

  لا عزّ نصر امرئ أضحى له فرس ... على تميم يريد النصر من أحد


(١) المسحل هنا: اللجام، وقيل فأس اللجام.

(٢) الطلى: الأعناق، واحدها طلية.

(٣) يبوع: يمد باعه. يريد يبسط يده بالإنفاق والبذل.

(٤) في ط، م: «فكأنه».

(٥) في أكثر الأصول: «ثم قال لها». والصواب في ط، م.