كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الطرماح ونسبه

صفحة 295 - الجزء 12

  لو كان يخفى على الرحمن خافية ... من خلقه خفيت عنه بنو أسد⁣(⁣١)

  افتقده بعض صحبه فلم يرعهم إلا نعشه

  أخبرني إسماعيل بن يونس قال أخبرنا عمر بن شبّة قال حدّثني المدائنيّ قال حدّثني ابن دأب عن ابن شبرمة، وأخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ قال أخبرني أبي قال حدّثني الحسن بن عبد الرحمن الرّبعيّ قال حدّثني محمد بن عمران قال حدّثني إبراهيم بن سوّار الضّبّيّ قال حدّثني محمد بن زياد القرشيّ عن ابن شبرمة قال:

  كان الطَّرمّاح لنا جليسا ففقدناه أيّاما كثيرة، فقمنا بأجمعنا لننظر ما فعل وما دهاه. فلما كنّا قريبا من منزله إذا نحن بنعش عليه مطرف أخضر، فقلنا: لمن هذا النّعش؟ فقيل: هذا نعش الطَّرمّاح. فقلنا: واللَّه ما استجاب اللَّه له حيث يقول:

  وإني لمقتاد جوادي وقاذف⁣(⁣٢) ... به وبنفسي العام إحدى المقاذف

  لأكسب مالا أو أؤول إلى غنى ... من اللَّه يكفيني عدات⁣(⁣٣) الخلائف

  فيا ربّ إن حانت وفاتي فلا تكن⁣(⁣٤) ... على شرجع يعلى بخضر⁣(⁣٥) المطارف

  ولكن قبري بطن نسر مقيله ... بجوّ السماء في نسور عواكف

  / وأمسى شهيدا ثاويا في عصابة ... يصابون في فجّ من الأرض خائف

  فوارس من شيبان ألَّف بينهم ... تقى اللَّه تزّالون عند التّزاحف

  إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى ... وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف⁣(⁣٦)

  صوت

  هل بالدّيار التي⁣(⁣٧) بالقاع من أحد ... باق فيسمع صوت المدلج السّاري

  تلك المنازل من صفراء ليس بها ... حيّ يجيب⁣(⁣٨) ولا أصوات سمّار

  الشعر لبيهس الجرميّ. والغناء لابن محرز ثاني ثقيل بالبنصر، عن عمرو وقال ذكر ذلك يحيى المكيّ، وأظنّه من المنحول. وفيه لطيّاب بن إبراهيم الموصليّ خفيف ثقيل، وهو مأخوذ من لحن ابن صاحب الوضوء:

  ارفع ضعيفك لا يحربك ضعفه⁣(⁣٩)


(١) ورد هذا البيت في ط. قبل البيت الذي سبقه.

(٢) في «أساس البلاغة» (مادة قذف): «فقاذف».

(٣) العدات: جمع عدة، وهي ما يوعد به من صلة. والخلائف: جمع خليفة.

(٤) في «الديوان»: «إذا العرش إن حانت ... الخ». وفي «عيون الأخبار» (ج ٢ ص ٢٠٧ طبع دار الكتب): «فيا رب لا تجعل وفاتي إن أتت».

(٥) في «الشعر والشعراء»، و «عيون الأخبار»: «يعلى بدكن». والشرجع: النعش، وهو السرير يحمل عليه الميت.

(٦) في «الديوان»: «موعود ما في المصاحف».

(٧) كذا في ط، م. وفي أكثر الأصول: «وهل» بدل «التي».

(٨) في ب، س: «نار تضيء» وكذلك وردت هذه الرواية فيهما في (ج ١٩ ص ١٠٧) وفيهما:

«ويروي: ... ليس بها ... حي يجيب ...»

(٩) تمامه

يوما فتدركه العواقت قد نما

راجع «الأغاني» (ج ٣ ص ١٣٤ من هذه الطبعة).