أخبار معن بن أوس ونسبه
  كان معاوية يفضّل مزينة في الشّعر، ويقول: كان أشعر أهل الجاهليّة منهم وهو زهير، وكان أشعر أهل الإسلام منهم وهو ابنه كعب، ومعن بن أوس.
  كان مئناثا وقال شعرا في فضل البنات
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدّثنا عيسى بن إسماعيل تينة قال حدّثني العتبيّ قال:
  كان معن بن أوس مئناثا(١)، وكان يحسن صحبة بناته وتربيتهنّ؛ فولد لبعض عشيرته بنت فكرهها وأظهر جزعا من ذلك؛ فقال معن:
  رأيت رجالا(٢) يكرهون بناتهم ... وفيهنّ - لا تكذب - نساء صوالح
  وفيهنّ - والأيّام تعثر بالفتى - ... نوادب لا يمللنه ونوائح
  مر به عبيد اللَّه بن العباس، وقد كف بصره، فبعث إليه بهبة فمدحه
  أخبرني محمد بن عمران الصّيرفيّ قال حدّثنا العنزيّ (يعني الحسن بن عليل)(٣) قال حدّثني أحمد بن عبد اللَّه بن عليّ بن سويد بن منجوف عن أبيه قال:
  مرّ عبيد(٤) اللَّه بن العبّاس بن عبد المطَّلب بمعن بن أوس المزنيّ وقد كفّ بصره فقال له: يا معن، كيف حالك؟ فقال له: ضعف بصري وكثر عيالي وغلبني الدّين. قال: وكم دينك؟ قال عشرة آلاف درهم. فبعث بها إليه. ثم مرّ به من الغد فقال له: كيف أصبحت يا معن؟ فقال:
  /
  أخذت بعين المال حتّى(٥) نهكته ... وبالدّين حتّى ما أكاد أدان
  وحتّى سألت القرض عند ذوي الغنى ... وردّ فلان حاجتي وفلان
  فقال له عبيد اللَّه: اللَّه المستعان، إنّا بعثنا إليك بالأمس لقمة فمالكتها حتى انتزعت من يدك، فأيّ شيء للأهل والقرابة والجيران! وبعث إليه بعشرة آلاف درهم أخرى. فقال معن يمدحه:
  إنك فرع من قريش وإنّما ... تمجّ النّدى منها البحور الفوارع
  ثووا قادة للنّاس بطحاء مكَّة ... لهم وسقايات الحجيج الدّوافع
  فلمّا دعوا للموت لم تبك منهم ... على حادث الدّهر العيون الدّوامع
  شيء من خلقه ورحلته إلى الشام
  أخبرني محمد بن عمران قال حدّثني العنزيّ قال حدّثني الفضل بن العبّاس القرشيّ عن سعيد(٦) بن عمرو الزّبيريّ قال:
(١) رجل مئناث، من عادته أن يلد الإناث. وكذلك امرأة مئناث.
(٢) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «أناسا».
(٣) زيادة في ب، س، م، أ: «العنزي».
(٤) في ب، س: «عبد اللَّه» تحريف.
(٥) في ب، س: ح: «لما نهكنه» تحريف.
(٦) في ح، ب، س: «عن أبي سعيد».