كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحسين بن عبد الله

صفحة 314 - الجزء 12

  قل لذي الودّ والصّفاء حسين ... أقدر الودّ بيننا قدره

  ليس للدّابغ المحلَّم⁣(⁣١) بد ... من عتاب الأديم ذي البشرة

  / لست إن راغ⁣(⁣٢) ذو إخاء وودّ ... عن طريق بتابع أثره

  بل أقيم القناة والودّ حتّى ... يتبع الحقّ بعد أو يذره

  كان صديقا لابن أبي السمح ومدحه بشعر

  أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن محمد بن سلَّام قال:

  كان مالك بن أبي السّمح الطائي المغنّي صديقا للحسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن العبّاس ونديما له، وكان يتغنّى في أشعاره. وله يقول الحسين ¦:

  لا عيش إلَّا بمالك بن أبي السّم ... ح فلا تلحني ولا تلم

  أبيض كالسيف⁣(⁣٣) أو كما يلمع ال ... بارق في حندس من الظَّلم

  يصيب من لذّة الكريم ولا ... يهتك حقّ الإسلام والحرّم⁣(⁣٤)

  يا ربّ ليل لنا⁣(⁣٥) كحاشية ال ... برد ويوم كذاك لم يدم

  قد كنت فيه⁣(⁣٦) ومالك بن أبي السم ... ح الكريم الأخلاق والشّيم

  من ليس يعصيك إن رشدت ولا ... يجهل آي⁣(⁣٧) الترخيص في اللَّمم

  / قال: فقال له مالك: ولا إن غويت واللَّه بأبي [أنت]⁣(⁣٨) وأمي أعصيك⁣(⁣٩). قال وغنّى مالك بهذه الأبيات بحضرة الوليد بن يزيد، فقال له: أخطأ حسين في صفتك، إنما كان ينبغي أن يقول:

  أحول كالقرد⁣(⁣١٠) أو كما يخرج ال ... سّارق في حالك من الظَّلم


(١) المحلم: الذي ينزع الحلم عن الجلد. والحلم (بالتحريك) دود يقع في الجلد فيفسده، واحدته حلمة؛ يقال: حلم الجلد يحلم حلما فهو حلم (وزان فرح يفرح فرحا فهو فرح) إذا وقع فيه الحلم فثقبه وأفسده. والمثل الذي يشير إليه الشاعر «إنما يعاتب الأديم ذو البشرة» أي إنما يعاود إلى الدباغ الأديم ذو البشرة، وهو الجلد الذي سلمت بشرته وهي ظاهره الذي ينبت عليه الشعر. بضرب لمن فيه مراجعة ومستعتب.

(٢) كذا في ط، م، ف. وراغ الرجل والثعلب يروغ روغا وروغانا: مال وحاد عن الشيء. وفي أكثر الأصول: «زاغ» بالزاي. وزاغ:

مال.

(٣) الرواية فيما تقدّم من «الأغاني» «ج ٥ ص ١١٠ من هذه الطبعة»: «كالبدر» بدل «كالسيف» و «في حالك» بدل «في حندس».

(٤) ورد صدر هذا البيت فيما تقدّم صدرا للبيت الأخير هنا، وصدر البيت الأخير صدرا لهذا البيت. والبيتان متتاليان هناك.

(٥) في أكثر الأصول: «يا رب يوم». والتصويب من ط، م، ف ومما تقدّم.

(٦) في ف: «قد بت فيه» وفي هامش ط: «ويروي: لهوت فيه». والرواية فيما تقدّم: «نعمت فيه».

(٧) كذا في ف. والجزء الخامس من هذه الطبعة. وفي ط، م: «أتى الترخيص». ولعله تحريف عن «آي الترخيص». وفي سائر الأصول هنا: «ولا يجهل منك الترخيص».

(٨) التكملة عن ط، م، ف.

(٩) كذا في ط، م، ف والجزء الخامس. وفي سائر الأصول: «لن أعصيك».

(١٠) في أكثر الأصول: «أخوك» والتصويب من ط، م، ف.