أخبار إبراهيم بن سيابة ونسبه
  نزل على سليمان بن يحيى بن معاذ بنيسابور
  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبي قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال حدّثني عبد اللَّه بن أبي نصر المروزي قال حدّثني محمد بن عبد اللَّه الطَّلحي قال حدّثني سليمان بن يحيى بن معاذ قال:
  قدم إبراهيم بن سيابة نيسابور فأنزلته عليّ؛ فجاءني ليلة من اللَّيالي وهو مهرب(١)، فجعل يصيح بي. يا أبا أيّوب. فخشيت أن يكون قد غشيه شيء يؤذيه، فقلت: ما تشاء؟ فقال:
  أعياني الشّادن الرّبيب
  فقلت بماذا؟ فقال:
  أكتب أشكو لا يجيب
  قال فقلت له: داره وداوه؛ فقال:
  من أين أبغي شفاء ما بي ... وإنّما دائي الطَّبيب
  فقلت: لا دواء إذا إلَّا أن يفرّج اللَّه تعالى. فقال:
  يا ربّ فرّج إذا وعجّل ... فإنّك السّامع المجيب
  ثم انصرف.
  في هذا الشعر رمل طنبوريّ لجحظة.
  من قصيدة أخت الوليد بن طريف في رثائه
  صوت
  أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنّك لم تحزن على ابن طريف
  فتى لا يحبّ الزّاد إلَّا من التّقى ... ولا المال إلَّا من قنّا وسيوف
  / الشعر لأخت الوليد بن طريف الشاريّ. والغناء لعبد اللَّه بن طاهر ثقيل أوّل بالوسطى، من رواية ابنه عبيد اللَّه عنه. وأوّل هذه الأبيات كما أنشدنا محمد بن العبّاس اليزيديّ عن أحمد بن يحيى ثعلب(٢):
  بتلّ بناثا(٣) رسم قبر كأنّه ... على علم فوق الجبال منيف
  تضمّن جودا حاتميّا ونائلا ... وسورة مقدام وقلب(٤) حصيف
(١) أهرب فهو مهرب: جدّ في السير مذعورا.
(٢) في بعض الأصول: «بن ثعلب» تحريف.
(٣) كذا في ط، ف. وفي ب، س و «معاهد التنصيص» (ص ٤١٤): «نباتي». وفي «حماسة البحتري»: «تباثا» مضبوطا بضم الأوّل، ومثله في «الكامل لابن الأثير». (ج ٦ ص ٩٨) وفي سائر الأصول: «بناثا». وفي «وفيات الأعيان»: «بتل نهاكي». وقال ابن خلكان: وتل نهاكي أظنه في بلد نصيبين، وهو موقع الواقعة المذكورة.
(٤) في وفيات الأعيان: «ورأى حصيف».